الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربى٤٥١-٦٤١م




الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربى٤٥١-٦٤١م

وصلت الأخبار إلى الإسكندرية أن آباء مجمع خلقدونية قرروا عزل البطريرك ديسقورس والحكم عليه بالنفي,
وانتشرت الأخبار في كل أرجاء مصر. وكان لديسقورس حزب قوى، عزم على أن يدافع عن قضيته ومكانة كرسي الإسكندرية, فعمل هذا الحزب على تشويه الأحداث، فادعوا أن آباء المجمع حكموا على تعاليم كيرلس وتمسكوا ببدعة نسطور.


اتجه بعض الأساقفة إلى التمسك الأعمى بالطبيعة الواحدة، وأخرون ظلوا أمناء، ووافقوا على قرارات المجمع فاختاروا (بروتاريوس) بطريركاً على كرسي الإسكندرية، وهو كاهن إسكندري معروف بالتقوى، ووافقت روما على هذا الاختيار. أمام ذلك لم يرضى حزب ديسقورس من إكليروس وشعب, فقاموا بفتنة أعقبتها ثورة دامية في الإسكندرية هجم فيها الشعب على الجنود و دفع بهم إلى هيكل سيراميس واحرقوهم أحياء. فأوفد الإمبراطور قوة كبيرة مكونة من٢٠٠ جندي, وأوقعوا القصاص بالشعب ثم أقروا النظام والسكينة.

تيموتاوس النمر

كان راهبا وزعيماً للفريق الثائر على البطريرك بروتاريوس وعلى قرارات مجمع خلقدونية, ونجح بالدعاية التي يقوم بها, في إثارة الرهبان والغوغاء, واستولى على كاتدرائية الإسكندرية وبواسطة أثنين من الأساقفة المحرومين مع ديسقورس ( بطرس المايومى, يوساب البالوطى)، وقد نال الدرجة الأسقفية، ولما كانت السلطة المدينة تحول دون دخوله الكنيسة, أثار الشغب في المدينة في يوم ٢٩ مارس٤٥٧م. وبينما كان البطريرك بروتاريوس يقوم بصلاة البصخة المقدسة هجم على الكنيسة, ودخلها عنوة مع رجاله، ولما رآه بروتاريوس ترك الهيكل واختفى في غرفة المعمودية, فتبعه تيموتاوس وهجم عليه وذبحه كما تذبح الشاه, وأخرج إتباعه جثته وجروها في شوارع المدينة واحرقوها......

بذلك خلا الكرسي الإسكندري، فاعتلاه تيموتاوس, وشرع في اضطهاد الأساقفة الكبار, وقام برسامة أساقفة بدلاً
منهم. فكتب الأساقفة المعزولين رسالة إلى الإمبراطور ليون الأول يخطرونه بالكارثة التي حلّت بكنيسة الإسكندرية، أما تيموتاوس فكتب للإمبراطور يطلب منه الاعتراف بأسقفيته، ووصل الأمر إلى البابا، فطلب من الإمبراطور ليون معاقبة قاتل البطريرك بروتاريوس، ورجوع الأساقفة المنفيين ظلماً, وتنفيذ ما جاء في مجمع خلقدونية، إما الإمبراطور قبل إن يقوم بأي عمل كتب يستشير الأساقفة الكاثوليك في العالم، فرد عليه أكثر من٦٠ أسقفاً شرقياً, وطلبوا الحرم على المغتصب مدى الحياة. وإزاء هذا الرد الصريح وهذا الإجماع، أمر الإمبراطور رئيس الجيش بطرد هذا البطريرك، والذي توجه إلى القسطنطينية ليبرر نفسه أمام الإمبراطور، فما كان منه إلا أنه قبض عليه ونفاه بعد أن أعلن إسقاطه

+ تيموتاوس سالوفاكياكوس ( الأبيض) ٤٦١ –٤٨١م

كان راهباً في دير كانوب اختاره الأساقفة الأمناء بطريركاً. وأقر الحبر الروماني هذا الاختيار وعمِّ السلام الكنيسة مدة 18عاماً توفى الإمبراطور ليون الأول وحل مكانه ( باسيليكوس) وكون لنفسه حزباً من أعداء خلقدونية. وساعده على ذلك بطريرك أنطاكية. فأسقط البطريرك تيموتاوس الأبيض وأرجع تيموتاوس النمر من منفاه. وطرد الأساقفة الشرعيون التابعون لروما. وبعد أن مات الإمبراطور باسيليكوس مقتولاً, وتولى من بعده الإمبراطور زينون, فأعاد السلام إلى المسيحية, وأمر بالتمسك بقرارات خلقدونية, وأمر بالبحث عن البطريرك الشرعي تيموتاوس الأبيض, فوجدوه معتكفاً في دير كانوب. فاستدعاه الإمبراطور, وأعاده إلى كرسيه. أما تيموتاوس النمر, فقد انتحر بالسم خوفاً من أعادة نفيه, فقام أتباعه بانتخاب (بطرس مونجى القصار) بطريركاً عليهم( ٤٧٧ – ٤٩٠ م) ولكن الإمبراطور أصدر أمراً بنفيه وأراد أن يحكم بإعدامه لولا وساطة تيموتاوس الأبيض وتنيح تيموتاوس عام٤٨١ م, فنادي الرهبان ببطرس مونجى بطريركاً للإسكندرية, ووافق بعض الأساقفة وانتخبوه بطريركاً.
أما الأساقفة الخلقدونيون فقد انتخبوا يوحنا طلايا الراهب بدير الأنبا باخوميوس, ووافق البابا الروماني وأعترف به, أما بطريرك القسطنطينية اكاكيوس, وصله خبر رسامته متأخراً, فظن أن ذلك استهتارا به, فرفض الاعتراف به, ونجح في استمالة أسقف هرموبوليس, وكتب الإمبراطور إلى البابا ليستشيره, لكن البابا تنيح قبل أن يرد على الإمبراطور, أما يوحنا طلايا فسافر إلى روما محتمياً بالكرسي الروماني. وتنيح هناك.

منشور الهينوتيكون- التوفيقي

أعطى الإمبراطور زينون لنفسه حق إدارة أمور الكنيسة, بصفته الحاكم الأعلى. ففي عام ٤٨٢ م أصدر منشوراً بمساعدة وإرشاد أكاكيوس بطريرك القسطنطينية, بقصد التوحيد بين المتمسكين بقرارات مجمع خلقدونية, وأعدائهم. فلا يقال طبيعة واحدة, ولا طبيعيتان, والإقرار بلاهوت وناسوت يسوع المسيح. وعليه يلزم التمسك بقرارات مجمع خلقدونية وقانون الأيمان النيقاوي القسطنيطيني ......وقع بالموافقة على هذا المنشور بطاركة الشرق القسطنطينية والإسكندرية 0( بطرس مونجي ) وأنطاكية وأورشليم.

رغم تدخل الإمبراطور لتسوية الخلاف والانقسام. فلم يوافق البابا فيليكس الثالث على هذا المنشور, رافضاً تعديل النصوص العقائدية للمجمع, وقطع بطريرك القسطنطينية أكاكيوس. وفي مصر حدثت مقاومة شديدة من الأساقفة والرهبان. وهكذا حدث انشقاق بين كنائس الشرق وكنيسة روما أستمر٣٥ سنة ( ٤٨٤- ٥١٩م)
أثناسيوس الثاني (٤٩٠ -٤٩٦ ), يوحنا الحامولي (٤٩٦-٥٠٥):- خلفا بطرس مونجى, وابدي كل منهما الرغبة في التقرب والارتباط بالكرسي البابوي. لكنهما فشلا في تحقيق الوحدة. لمقاومة بعض الرهبان والأساقفة.
يوحنا ( يؤانس) الثاني٥٠٥ – ٥١٩:- أظهر منتهى التعصب والكره للأتباع مجمع خلقدونية, وحرم أتباعه الحج إلى أورشليم. لأنها متمسكة بالمجمع.

ديسقورس الثاني
ابن أخت تيموتاوس النمر. أجلسه الإمبراطور على الكرسي الإسكندري. ولم يرضى عنه الشعب,
وثار ضده و ضد والى الإسكندرية. وقتل الوالي و أبنه خلال هذه الثورة.
استاريوس:- تولى بعد يوحنا طلايا سنه٥١٩ م وعاش في حمى الإمبراطور يوستيانوس. وعمَّ السلام في مدة رئاسته وازدهرت الكنيسة في مصر والحبشة.