تكوين إكليروس للأقباط الكاثوليك منذ ١٧٢٠ حتى اليوم







تكوين إكليروس للأقباط الكاثوليك منذ ١٧٢٠ حتى اليوم




ألح مجمع نشر الأيمان في طلب إلى رئيس الإرسالية الفرنسيسكانية بمصر أن يعمل المرسلون ما في وسعهم ﻹعداد طلبة من الأقباط الكاثوليك لإرسالهم إلى كلية نشر الأيمان بروما. وكانت هناك عائلات كاثوليكية أصلاً, قد تغذوا منذ نعومة أظافرهم بالروح الكاثوليكية, وهذا القطيع الصغير (حوالي ٢٥٠٠ نسمة) كان في حاجة إلى إكليروس مثقف تشيع فيه التقوى وأنوار الفضيلة.




وكان من الشبان الذين وقع عليهم الاختيار وسافروا في أول بعثة في مايو ١٧٢٤ روفائيل ميخائيل طوخي, وصالح يسطس المراغى. وتم رسامتهما كاهنين بعد إتمام الدراسة الإكليريكية, وعادا إلى القاهرة في فبراير١٧٣٢ وأقاما عند الآباء الفرنسيسكان.




لكن سرعان ما دب الخلاف بينهما وبين المرسلين الفرنسيسكان لأسباب تتعلق. أولاً: سلطة الولاية على المؤمنين. وثانياً: تمسكهما بالمحافظة الدقيقة على أصول الطقس القبطي وعدم إدخال صلوات خارجة عنه. ففضل الأب صالح مراغي أن يتوجه إلى أخميم مسقط رأسه ويقيم كنيسة قبطية كاثوليكية بها, أما الأب روفائيل طوخي فقد استأجر مسكناً خاصاً به في حي الموسكي بالقاهرة, وكان يحتفل بقداسه اليومي في كنيسة الآباء اليسوعيين بالموسكى. ثم سافر إلى روما كمدرس للغة القبطية ومترجماً لكتب كنيسة الإسكندرية الطقسية, وسافر معه ثلاث شبان للدارسة في روما هم: عبد السيد بطرس النجار, وبسادة الفرارجي (لم يكمل دراسته), وروكسي قدسي الصباغ (الذي تعين عام ١٧٦١ وكيلاً للأنبا أنطونيوس فليفل ثم أصبح مديراً رسولياً سنه ١٧٧٤ ثم نائب رسولي للأقباط الكاثوليك عام ١٧٨١ ).
كما سافر بعد ذالك أقباط آخرون وتتلمذوا هناك على يد روفائيل طوخى الذي رُسم أسقفاً في روما، وهم ميخائيل بشيري (١٧٢٥ ), وبشاي بليطى وأبو الخير بشارة( ١٧٣١ ) واسحق قرياقصى وڤيكتور مصري, فمات أبو الخير (١٧٤٦ ), ويوحنا الفرارجي (١٧٥٢ ) و عادوا جميعاً إلى مصر بعد رسامتهم لخدمة الرعايا, و كانوا يتقاسمون المسكن مع المرسلين الفرنسيسكان. وفي عام ١٨٧٥ بدأ إرسال بعض الطلاب لدراسة اللاهوت في الإكليريكية الشرقية ببيروت التي يشرف عليها الإباء اليسوعيون.




التعليم الإكليريكي في مصر




وافق مجمع انتشار الأيمان على فتح معهد إكليريكي بمصر (١٨٧٩ ) بناء على طلب النائب الرسولى أغابيوس بشاي. على أن يتولى إدارته الإباء اليسوعيون. وحضر إلى مصر اثنين منها وسكنا منزلاً صغيراً بحي بالموسكى, وحضر بعدها كاهنين يسوعيين آخرين. واستأجروا قصر باغوص باشا غالى بحديقة روزيتا بالموسكى ( هدم عام ١٨٨٩ و موقعه الآن درب البرابرة) و كان هذا القصر أول مقر للمدرسة الإكليريكية للأقباط الكاثوليك وافتتحت في اكتوبر١٨٧٩, وتعطلت الدراسة بها بسبب الثورة العرابية. وكان الاتفاق أن تكون الدراسة التمهيدية في هذه الإكليريكية الصغرى في القاهرة, ثم تستكمل الدراسة في الكلية الشرقية للآباء اليسوعيين ببيروت. و كان عدد الطلبة ٨ طلبة مقيمين، ١٤ طالباً خارجياً. ونقلت المدرسة إلى مبنى مجاور لمدرسة العائلة المقدسة بالفجالة.
وفي عام ١٨٩٥ تم افتتاح إكليريكية مؤقتة بالمنيا على يد الأنبا كيرلس مقار تحت إدارة الآباء اليسوعيين, كان هدفها تعليم الراغبين في الكهنوت من المتزوجين, التحق بها ١٤ طالباً, لكنها أغلقت بعد سنة.
في أوائل مايو ١٨٩٦ كتب كل من الأنبا كيرلس مقار بطريرك الأقباط الكاثوليك, والأنبا مكسيموس صدفاوى مطران المنيا, والأنبا أغناطيوس برزي مطران طيبة (الأقصر). رسالة إلى البابا لاون الثالث عشر بحاجة الطائفة الملحة إلى مدرسة إكليريكية, مع الاحتفاظ بالإكليريكية الصغرى في القاهرة, واقترحوا أن بكون مقرها في طهطا مركز الكثلكة في الصعيد. ووافق البابا, وتم وضع حجر الأساس في يناير ١٨٩٧, وافتتحت في نوڤبر ١٨٩٩ وعيَّن القمص أثناسيوس سبع الليل أول رئيساً لها. و كان عدد الطلبة في العام الأول ٢٥ طالباً, ومدة الدراسة ثلاثة سنوات.
وفي عام ١٩٢٧ في عهد الأنبا مرقص خزام, افتتحت مدرسة إكليريكية صغرى بالقاهرة في منزل مستأجر لهذا الغرض بشارع أبو الريش (يوسف سليمان حالياً بالفجالة) ملاصق لكنيسة القديس انطونيوس يدرس الطلبة في الفترة الصباحية بمدرسة الآباء اليسوعيين, والمنزل مخصص لدراسات الفترة المسائية والمبيت. وكان الطلبة ٣٠ طالباً (اشترت الكنيسة هذا المنزل وضم مباني الكنيسة عند توسيعها عام ١٩٥٣ ). وفي أغسطس ١٩٤٥ تأسست إكليريكية تحضيرية أخرى في طهطا في مبنى مستأجر من المدرسة الابتدائية الوطنية. وفى عام ١٩٤٧ نقلت إكليريكية طهطا والقاهرة إلى طنطا في مبنى كلية القديس لويس للآباء الأفريكان, وكان عدد الطلبة ١٢٧ طالباً (٢٦ في القسم التحضيري, ٨٠ في الإكليريكية الصغرى, ١١ في قسم الفلسفة و اللاهوت) (بيع المبنى بكامله و هو الآن مقر جامعة في طنطا).




مع ازدياد الراغبين في الدراسة الكهنوتية, أقيم مبنى خاص جديد في ضاحية المعادى على مساحة ٨٠٠٠ م, وافتتح رسمياً في نوڤبر ١٩٥٣ تحت ٳدارة الكاردينال ٳاسطفانوس الأول ( قبل رسامته بطريركاً) وكان يعاونه الآباء اللعازريين.




تطور تنظيم طائفة الأقباط الكاثوليك




اعتاد المؤرخين الأقباط الأرثوذكس في مقالاتهم ومؤلفاتهم أن يجعلوا من المعلم غالى مؤسساً لطائفة الأقباط الكاثوليك ( تاريخ الأمة القبطية – لجنة التاريخ القبطي طبع ١٩٢٢ , قصة الكنيسة القبطية – ايزيس حبيب المصري). ومنذ عام ١٢٣٥ صار الأقباط الكاثوليك يستقبلون بطريقة منظمة الرهبان الفرنسيسكان القادمين من جبل صهيون و يقبلون منهم الأسرار المقدسة. وفي سنة ١٣٢٥ أقام الفرنسيسكان مقراً لهم في الإسكندرية. ويذكر أحد المؤرخين أن كاهن فرنسيسكاني كان يقيم في مصر القديمة لتنظيم الرعاية مع الكهنة القليلين الأقباط الذين تمسكوا بإتحادهم بروما. وكان يوجد في القاهرة والإسكندرية وبعض قرى أسيوط وأخميم والأقصر عائلات قبطية كاثوليكية منطوية على نفسها, أو مختلطة بالجاليات الأوروبية.




وجاء في تقرير سكرتير مجمع انتشار الإيمان عن الحالة المسيحية في مصر سنة ١٦٧٨ . أن عدد الأقباط الكاثوليك حوالي ٢٠٠٠ نسمة وعدد الأرثوذكس ٤٠ ألف.وإنه في مصر القديمة يوجد سبع كنائس كاثوليكية خلاف كنائس اللآتين الموجودة في القنصليات وأنشأت النيابة الرسولية بمصر سنة ١٦٨٧.
وانتعش الأقباط الكاثوليك, ففكروا في إعادة السلطات الكنيسة الخاصة بهم. وفي عام 1723 وُضع الأقباط تحت ولاية بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك ،إذ كان له الصلاحية في التجول في الإمبراطورية العثمانية، إلا انه لما انضم الأنبا أثناسيوس مطران القدس إلى الكنيسة الكاثوليكية عام ١٧٣٩ أقامه البابا بنديكتوس الرابع عشر نائباً رسولياً على الأقباط الكاثوليك حتى تعين الأنبا كيرلس مقار أول بطريركاً لها من عام ١٨٩٥ – ١٩٠٨ . وفي عهد البطريرك الكاردينال اسطفانوس الأول وصل عدد الأقباط الكاثوليك حوالي ٢١٠ إلف نسمة, يخدمهم حوالي ١٨٠ كاهناً بالإضافة إلى ٦٠ راهباً.




والبطريرك الحالي هو الأنبا/ أنطونيوس نجيب


.

الأقباط تحت الحكم العثماني١٥١٧ – ١٧٩٨ م


الأقباط تحت الحكم العثماني ١٥١٧ – ١٧٩٨ م

فتح سليم الأول مصر عام ١٥١٧ في عهد البطريرك يؤنس الثالث عشر، ولم يغير هذا الفتح شيئاً من حالة المسحيين, بل ازداد الاستبداد والتعسف, وأخذا الاضطهاد لوناً وحشياً بلا رحمة، ودونت الوثائق أن عدد الأقباط في هذا العهد تناقص إلى حوالي ١٠٠ ألف فقط وعدد المطارنة ١٢ مطرناً ( كان عددهم في بدء الفتح العربي حوالي ٦ مليون قبطي وعدد المطارنة ٧٠ مطراناً) وذلك بسبب إسلام عدداً كبيراً منهم, واستشهاد أو الباقي هرب إلى الصحراء. ولم يبرز أحد من العلماء خلال الحكم العثماني, وتعذر العثور على وثائق تشير إلى أسماء البطاركة الذين حكموا الكنيسة, بسبب الليل الدامس الذي أسدل على الكنيسة ستاره, والجهل الذي عمم على الحياة الثقافية في مصر عامة.
دور الكنيسة الكاثوليكية في ذالك الوقت:

قامت محاولات من الكرسي الرسولى لمصالحة الأقباط اليعاقبة والكاثوليك لكنها باءت بالفشل. إلا أنه في عام١٥٦٠م سافر إلى روما قسيسان قبطيان يحملان رسالة من البطريرك غبريال السابع ( ١٥٢٥ – ١٥٦٨ ) تحمل رغبته في عودة الشعب القبطي إلى حظيرة الكنيسة الكاثوليكية. فأوفد البابا قسيسين يسوعيين (كريستوفر دى رود ريكس, چان باتسيته) للتحدث مع البطريرك القبطي. لكن السلطات العثمانية ألقت القبض عليهما بتهمة التجسس, واضطر البابا أن يدفع فدية ٥ ألاف دينار لإطلاق سراحهما.

وجدد الحبر الروماني نداءه مع البطاركة غبريال الثامن (١٥٨٦ – ١٦٠٣ ) ويؤنس الخامس عشر (١٦١٩ – ١٦٢٩ ), ومتاؤس الثالث (١٦٣١- ١٦٤٦) لكن ذلك لم يتعد الأقوال والمكاتبات, ولم يتم أي اتحاد بين الكنيستين لعدم تأييد البشوات الأتراك.

كما حضر إلى مصر كثير من المرسلين الفرنسيسكان ولم تسفر جهودهم عن نتائج واضحة لجهلهم العميق بعادات و التقاليد القومية والطقوس القبطية للسكان, إلا أن بعض الأفراد اعتنقوا الكاثوليكية إلا أنهم لم يحافظوا على قبطيتهم أو تقاليد أباهم, لذلك لم تتكون منهم كنيسة كاثوليكية ذات أطار قبطي. وفي عام ١٧٠٥ استوطن بعض المرسلين الفرنسيسكان صعيد مصر, وانضم إليهم بعض الأقباط الأرثوذكس وكانوا نواة للأقباط الكاثوليك. وأسس الحبر الروماني ولاية رسولية بمصر عهدَّ بها إلى رهبنة الفرنسيسكان لحفظ هؤلاء الأقباط الكاثوليك, كما كلف الآباء اليسوعيين بأن يستوطنوا القاهرة. واهتم البابا اكلمندوس الثاني عشر بهذا القطيع الصغير, ووجد ضرورة أن يكون لهم إكليروس مثقف, فوهب لهم دير القديس اسطفانوس في الفاتيكان. وأختار المرسلين بعض أبناء هذا الشعب ليتعلموا فيه ابتداء من عام ١٧٣١. وتشير بعض المراجع انه في عام ١٧٢٤ انضم إلى الكنيسة الكاثوليكية الأنبا أثناسيوس أسقف أورشليم, فعينه البابا بنوا الرابع عشر راعياً عاماً للأقباط الكاثوليك بمصر, إلا أنه لم يغادر أورشليم وأدار الطائفة وكيلاً عنه الأب يسطس المراغى بموافقة الكرسي الروماني.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن ١٨ ومطلع القرن ١٩

رغم الحالة المحيطة للأقباط اليعاقبة, ظهر بعض النوابغ الذين سجل التاريخ أسمائهم, وأشهرهم.
المعلم إبراهيم الجوهري- سلطان القبط
اشتهر أيام على بك الكبير. وقد ميزه المؤرخ الجبرتي هو و المعلم رزق. وكان يتمتع بسلطة واسعة. وعاصر على بك أبو الذهب, وإبراهيم بك ومراد بك. وأصبح رئيس كتَّاب القطر المصري (تساوى وظيفة رئيس الوزراء بلغة العصر الحديث). أسس الكنيسة المرقسية بالأزبكية بفرمان من الأستانة, لكنه مات سنة ١٧٩٧م قبل أن يتم بناءها وأكملها أخوه جرجس الجوهري.

جرجس الجوهري

عاصر الحملة الفرنسية التي اعتبرته عميد الأقباط, ثم نال حظوة لدى محمد على وكان يسميه جرجس أفندي, واستغل نفوذه في بناء الكنائس والأديرة, لكن محمد على انقلب عليه وعين المعلم غالى بدلاً منه. ومات سنة١٨١٠ م.

الياس بقطر

كان مترجماً في جيش نابليون, ثم سافر إلى باريس مدرساً للغة العربية. وهو أول من وضع قاموس فرنسي عربي, ومات سنة ١٨٢١ م, ودفن في باريس.

الچنرال يعقوب حنا ١٧٤٥ – ١٨٠١

أنضم إلى جيوش نابليون, وكون جيشاً من الأقباط مقره أسيوط, وهزم الجيوش التركية في موقعة المنشية(أسيوط) عام ١٧٩٨. كما هاجم بجيشه فلول المماليك في موقعة القوصية. وعند جلاء الجيوش الفرنسية سافر معها. لكنه مات في الطريق ودفن في مرسيليا.

تأسيس كنيسة الأقباط الكاثوليك

كلمة كاثوليك جاءت من الكلمة اليونانية( كاثوليكوس) بمعنى الجامعة. والشيخ عبد الله الشرقاوي رئيس ديوان القاهرة وشيخ الأزهر أثناء وبعد الحملة الفرنسية هو أول من استخدم هذا الكلمة نتيجة احتكاكه باللغتين العربية والفرنسية. ليميز المسحيين الملكيين عن اليعاقبة. والدراسة التاريخية العلمية التي أعدَّها المتنيح الأنبا يوحنا كابس (١٩٧٦) تشير إلى أن وجود الأقباط الكاثوليك يرجع سنة ٤٥١ م. عندما قرر مجمع خلقدونية غيابياً حرم ديسقورس بسبب أخطاءه في مجمع أفسس (مجمع القراصنة). ووقع على قرار الحرم أربعة من الأساقفة الأقباط المرافقين له ضمن وفد مكون من ١٧ أسقف. كما تقدم بالشكوى منه من مصر أبسكيريون رئيس شمامسة الإسكندرية, وتيودوروس, وسفرونيوس, وأثناسيوس الكاهن أبن أخت القديس كيرلس. ولم يقف بعض أساقفة الصعيد في صف ديسقورس. وهنا انقسمت كنيسة الإسكندرية إلى ملكيين (كاثوليك) أي مؤيدي الملك مرقيانوس, ويعاقبة (من رافضي مجمع خلقدونية الذي سمو فيما بعد أرثوذكس). وفي القرن الثالث عشر, كان البطريرك الكاثوليكي يوناني الجنسية, قد كتب إلى (تيودوروس بلسمون) البطريرك الأنطاكي في القسطنطينية يسأله عما إذا كان الطقس القبطي يمكن إتباعه. فرد عليه الثاني بعدم إقرار كنيسة القسطنطينية لهذا الطقس. فأستاء الأقباط الكاثوليك من ذلك وانضم عدد منهم للأرثوذكس. و تمسك البعض بطقسه وعقيدته في نفس الوقت. وبدأ النفوذ الكاثوليكي في التضاؤل, لكنهم استطاعوا في العصر لفت نظر الكرسي الروماني إليهم.

مجيء القديس فرنسيس الأسيزى لمصر

جاء القديس فرنسيس إلى مصر عام ١٢١٩ م ليوبخ الحملة الصليبية على أعمالها التي ترتكبه تحت اسم الصليب, وكان يرافقه الأب اللومينناتو, والتقى مع الملك الكامل بن الملك العادل الأيوبي وذلك في دمياط, وأعجب الملك بشخصية, واستضافه بضعة أيام ومنحه إذن بزيارة الأماكن المقدسة والوعظ في إنحاء البلاد, ونتيجة لهذه الزيارة صارت للملك الكامل علاقة محبة مع المسحيين, ولما انتهت الحرب أطلق سراح الأسرى المسحيين, وأذن للرهبان الفرنسيسكان بالإقامة والوعظ في البلاد.

الأقباط تحت الحكم الإسلامي

الأقباط تحت الحكم الإسلامي
بعد وفاة المقوقس بثلاثة شهور اُختير الشماس/ بطرس بطريركاً للملكيين في مصر. ويبدو أن تأخير اختياره كان راجعاً إلى تردد الكثيرين في قبول هذا المنصب, ورغبة الملكيين في استشارة القسطنطينية بعد أن انفصلت الأمور الدينية في مصر عن السلطة المدنية, و انعدم الأمل في العودة إلى حوزة الإمبراطورية البيزنطية. أما عمرو بن العاص, كتب إلى البطريرك بنيامين طالباً منه أن يعود ليدير بيعته وطائفته. فعاد بنيامين إلى الإسكندرية بعد غيبة استمرت ٣١ سنة. وأحسن عمرو استقباله, كما عاد كثير من الأقباط الهاربين إلى أراضيهم. كانت سياسة عمرو ترمى إلى كسب مودة الأقباط , واحترام شعورهم الديني, ولم يستولى على ممتلكات الكنيسة, لكنه كافأ الأقباط اليعاقبة على خدماتهم للعرب, إذ تركهم يستولون على معظم كنائس الملكيين وأديرتهم. ولم يضغط على الأقباط ليعتنقوا الإسلام وكلفهم بحصر الضرائب, وعين لهم قاضياً مسيحياً ليحكم بينهم حسب ما جاء في شريعتهم.

وتولى عبد العزيز بن مروان ولاية مصر بعد وفاة عمرو (٦٨٥ م)، وهو أول من فرض الجزية على الرهبان والأساقفة والبطاركة. وخلاف ذلك كان حكمه عادلاًً. واتخذ له كاتبين أرثوذكسيين هما أثناسيوس, واسحق وخدما مصالح الأقباط ومصالح البطريرك يوحنا السمنودى(٦٧٧ – ٦٨٦م). وكان بعض حكام الأقاليم من الأقباط أشهرهم بطرس حاكم الصعيد الذي اعتنق الإسلام في نهاية حكم عبد العزيز بن مروان. وكان حاكم مريوط يتبع المذهب الملكي. ثم تولى ولاية مصر قرة بن شريك الذي ترك معظم وظائف الدولة في أيادي الأقباط. لكن الأمر لم يدم طويلاً. فقد عارض الخلفاء الأمويين هذه السياسة, ومنعوا استخدام المسحيين في الإدارة وأعمال الدواوين, مما أدى إلى اعتناق عدد كبير من الموظفين الدين الإسلامي. تولى مصر بعد ذالك ٩٨ واليا حتى عام ١٥٦٠ (بدء الفتح العثماني) لا يتسع المجال لذكر أحوالهم مع الأقباط بالتفصيل لكن سنذكر أهم أحداث.

عام٧٠٥ م:- أصدر عبد الملك بن مروان قراراً يحتم استعمال اللغة العربية في جميع المعاملات الرسمية, وبذلك أهملت تدريجياً اللغتين القبطية واليونانية.

عام ٧١٤ م:- فولاية اسحق بن يزيد, صُادرت أملاك الأقباط وإلزام الرهبان بلبس خاتم من الحديد منقوش عليه أسمائهم وموعد دفع الضرائب, وإذا قبض على أي راهب ويده خالية من الخاتم, قطعت يده, فهرب بعضهم واختبئوا في الأديرة, لكن قبضت عليهم الشرطة, وحكم عليهم بالإعدام بقطع الرأس أو الجلد حتى الموت. في عهد هذا الوالي هدمت الكنائس......الخ. ولكن في عهد عمرو بن عبد العزيز, ألغيت الجزية عن الرهبان والأساقفة وسمح للأقباط بترميم الكنائس.

عام776 م:- في عهد هشام بن عبد الملك تعين قزما بطريركاً للملكيين(الكاثوليك) بعد أن ظلوا ٧٧ سنة بدون بطريرك (من أوائل الفتح العربي إلى خلافة هشام). وأعيدت إليهم معظم كنائسهم التي كان قد استولى عليها اليعاقبة.

عام ٧٥٤ م:- كوَّن أقباط الصعيد جيشاً لتحرير البلاد في عهد عمرو بن عبد العزيز, لكنهم هزموا.

عام ٧٥٥- ٧٧٩ م:- تكون جيش من أقباط الوجه البحري بقيادة مينا بن بكير. استولى على سمنود ورشيد والبحيرات ودمياط. وهزموا جيوش الوالي عمرو بن عبد العزيز, تلاه جيش مروان, ثم جيش الكوثر بن الأسود الذي انتقم بأن قبض على البطريرك ميخائيل, ورد الأقباط على ذالك بأن أحرقوا مدينة رشيد وقتلوا من فيها من المسلمين. لكنهم هزموا عام ٧٧٦ م على يد موسى بن على.

عام ٨٣٧ م المتوكل على الله:- أمر أن يلبس الأقباط ملابس خاصة تميزهم عن المسلمين, ومنعهم من ركوب الخيل, وهدم الكنائس, وعلق على منازل المسحيين صور الشياطين. ومنع ظهور أي صليب, وسوى مقابرهم بالأرض.
عام ٨٨١ م أحمد بن طولون:- حبس البطريرك ميخائيل الثالث(٨٨٠ – ٩٠٧ )، لأنه عجز عن دفع الجزية. وحرق كنيسة القيامة بالإسكندرية. وظل كرسي الإسكندرية بدون بطريرك مدة ١٤سنة.

العصر الفاطمي

٩٨٠ م:- تزوج العزيز بالله بن المعز امرأة كاثوليكية أنجب منها (ست الحسن). فعطف على الأقباط. وكان عهده عهد مساواة بين عنصري الأمة, وإصلاح وبناء للكنائس.

١٠٠٨م :- عصر الحاكم بأمر الله من أسود العصور الإسلامية على الأقباط, فطردهم جميعاً من أعمالهم, وألزمهم بزى خاص, ومنع الاحتفال بالأعياد, وأغلق جميع الكنائس, وألزم المسحيين بتعليق صليب ثقيل وزنه ٥ أرطال( حوالي ٢ كيلو) على رقابتهم- من سبب لهم كدمات زرقاء على عظام الرقبة- (وهنا جاءت تسميتهم بالعظمة الزرقاء)..... وتذكر عدة مصادر أن في عهده اعتنق ٤٢ ألف قبطي الدين الإسلامي هربا من الاضطهاد. ولكنه عاد وتسامح مع الأقباط في أواخر أيامه وسمح بفتح الكنائس. وهناك مصادر تذكر انه اعتكف في دير العريان بحلوان ومات ودفن هناك. لكن مصادر أخرى تذكر انه ركب حماره وصعد إلى الجبل المقطم واختفى هناك.

١٢١٨م:- صلاح الدين الأيوبي هدم كنيسة القيامة بالإسكندرية. لكن في عهده دخل مصر عدد كبير من الأقباط الذين كانوا هاربين من الاضطهاد (حوالي ١٠ ألاف) كما سمح لمن اعتنق الإسلام أن يعود إلى المسيحية. وأثناء الحروب الصليبية, قتل الوالي الكامل بن العادل جميع المسحيين في دمياط بمن فيهم شيوخ و أطفال أثناء حصار الملك لويس لها أثناء الحروب الصليبية.

١٢١٨م:- مجمع ليون اشترك أباء الكنيسة الإسكندرية في هذا المجمع, و تلوا قانون الأيمان أثناء الذبيحة التي قدمها البابا غريغوريوس العاشر. وكرروا ثلاثة مرات أن الروح القدس منبثق من الآب والابن, واقسموا أن يستمروا متحدين في روما.١٤٣٩م:- مجمع فلورنسا أرسل البطريرك يؤانس الحادي عشر رسالة إلى بابا روما مضمونها أن الأقباط الأرثوذكس جحدوا أخطائهم, وأعلنوا إيمانهم, وحرموا كل من يتجاسر ويمس سلطة الحبر الروماني إدارياً أو دينياً. وفي هذه السنة كان كل من البطريرك القبطي والمندوب البابوي (الأب ميلان الفرنسيسكاني) يعملان معاً في محبة. واجتمع الأساقفة الأرثوذكس في حارة زويلة, ووافقوا على اشتراك الأنبا اندراوس أسقف دير القديس انطونيوس منتدباً عنهم لحضور مجمع فلورنسا, و هناك وافق على جميع قرارات المجمع. وعادت الصلات الأخوية, لكن انتاب هذا الاتفاق حالة ركود حتى القرن الثامن عشر, ولم يصدر من أي طرف أي عمل ايجابي أو سلبي يغير الأوضاع. ويذكر المحللون أن سبب هذا الركود هو الحالة المضطربة التي كان يعيش فيها الأقباط, يضاف إلى ذلك أن المرسلين الذين حضروا إلى مصر كانوا يجهلون لغة البلاد, لكن مع ذلك يمكن أن نصرح أن الكنيسة القبطية تأثرت بالتعاليم الرومانية, وكان لبابا روما نوعاًً من التقدير والاحترام.

الفتح العربي لمصر

الفتح العربي لمصر

مقدمة

بذل الأقباط جهداً كبيراً قبل الفتح العربي ليتحرروا من نير الحكم البيزنطي ووحشية استبدادهم، لا شك أن هذه التصرفات التعسفية-التي ذكرناها في الأعداد السابقة- هي التي جعلت الأقباط يصرون على عدم الخضوع لقرارات مجمع خلقدونية, والتصدي لها بكل قوة.
من الملاحظ أن البلاد المصرية لم تكن كلها قد اعتنقت المسيحية، بل كان هناك عدد من المصريين ظلوا متمسكين بديانة الفراعنة, يكرمون آلهتهم (ايزيس وأوزوريس) ويعتنون بمعابدهم ( حتى سنة ٦٤٠ م). لذلك نجد بعض تلك المعتقدات القديمة لا زالت حتى اليوم متفشية وراسخة في النفوس وظاهرة في بعض التقاليد والعادات. كما كان يوجد في مصر كثير من اليهود (حوالي ٧٠ ألف) أغلبهم في الإسكندرية. لا يقحمون أنفسهم في أي خلاف سياسي أو نزاع طائفي، بل فضلوا التفرغ التام لنشاطهم الإقتصادي. مما جعلهم يسيطرون على كثير من المرافق, وأصبحوا عصب النشاط الإقتصادي.

كان عدد الأقباط اليعاقبة أيام الفتح العربي حوالي ٦ مليون, يقابلهم ٢٠٠ ألف فقط يخضعون للبطريرك الملكي، أغلبهم من أهل الإسكندرية الذين تشربوا بالروح البيزنطية, وكان لهم نفوذ كبير لانحياز السلطة المدنية لهم. وبسبب اضطهاد الولاة والأباطرة للأقباط, كان الشعب القبطي يميل إلى الغزاة العرب ومساعدتهم, مع بقاءه مخلصاً لعقيدته.
رسائل الرسول محمد إلى البلاد المجاورة:

بعث رسول الإسلام بعد صلح الحديبية رسائل إلى ملوك العجم يدعوهم إلى الإسلام........ وبعث ست رسل كل واحد بلسان الأمة التي بُعث إليها.....وصلت الرسالة إلى هرقل الذي كان حينئذ بمدينة حمص بالشام جاء فيها:« بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله, إلى هرقل عظيم الروم. السلام على من اتبع الهدى. أما بعد..... اسلم تسلم. واسلم يؤتك أجرك مرتين ...... الخ.

تعددت روايات المؤرخين من موقف هرقل من هذه الرسالة, وكان يعلم أن المسلمون قد أصبحوا وحدة سياسية واجتماعية قوية, فضلاً عن وحدتهم الدينية, وأن دولتهم أخذة في القوة والأتساع مما يهدد المصالح الرومانية. لذلك أريد أنَّ يتجنب الصدام العسكري مع هذه الدولة الجديدة, في وقت أنهك جيشه الروماني في حروبه مع الفرس. ويذكر الطبري: «أن الإمبراطور هرقل لم يكن راغب في الإسلام عن إيمان وعقيدة, إنما كان يهدف إلى المحافظة على عرشه، لذلك عرض على قومه الرومان كسب جانب العرب بأي وسيلة ممكنة......» كما حمل ( حاطب بن أبى بلتعة) كتاب محمد إلى المقوقس عظيم القبط في مصر. وأجمع المؤرخون على حسن استقبال المقوقس له, وإكرام وفادته. وبعث رداً رقيقاً إلى محمد, وأهدى إليه كسوةٍ, وبغلةٍ ليركبها, وحمارٍ أشهبٍ, وجاريتين ( هما ماريا القبطية التي تزوجها محمد, وسيرين التي أهداها إلى شاعره حسان بن ثابت

الفتح العربي

جهز عمر بن العاص جيشاً لفتح مصر بعد الانتهاء من فتح الشام. وبلغ المقوقس هذا الخبر, فأسرع بالتوجه إلى حصن بابيليون( بمصر القديمة)، وأخذ يعد العدة ويجهز الجيوش لمواجهة عمرو.
وأولى المناطق التي دار فيها القتال مدينة الفرما (غرب دمياط) وقد اندثرت الآن، واستمر القتال فيها شهراً تقريباً انتهى بانتصار العرب. وتشير الراويات التاريخية إلى مساعدة أقباط الفرما لعمرو بن العاص بناء على طلب البطريرك بنيامين الذي كتب إليهم من أحد أديرة الصعيد الذي كان معتكفاً فيه. ولم يبادر المقوقس بإرسال نجدة إلى أهل الفرما عندما علم بحصار العرب لها , بل تركهم يلاقون مصيرهم. إذ كان يقيم الاستحكامات في حصن بابيليون فقط, وكانت هذه أول خيانة أرتكبها في حق دولته. كما انه لم يسرع بإرسال نجدة إلى ابنته أرمنوسة في بلبيس ليشد أزرها ضد العرب. وفتح العرب بلبيس وأسَرَ أرمنوسة. لكن عمر بن العاص أحسن معاملتها, وأرسلها مكرمة إلى أبيها في حصن بابليون مع قيس بن سعد مع رسالة مضمونها:« أيها الملك لا بد لنا منكم, ولا ينجيكم منا إلا الإسلام, أو الجزية أو القتال..... » فوعده المقوقس بعرض هذه الأمور على قومه...... وسار جيش عمرو دون مقاومة حتى قرية (أم دينين التي كانت تقع مكان حديقة الأزبكية ألان). ولاقى فيها مقاومة عنيفة مما اضطره إلى طلب النجدة من الخليفة عمرو بن الخطاب الذي بادر بإرسال عشرة ألاف مقاتل بقيادة الزبير بن العوام. وقسم عمرو جنوده إلى ثلاث فرق حتى يوهم عدوه بكثرة جيوشه، في أم دينين, وأون (عين شمس), والفرقة الثالثة حاصرت حصن بابليون.
وبدأ أهل مصر, والأقباط خاصة, يقدمون المساعدة الفعالة للعرب, فقدموا لهم السفن ليتنقلوا بها عبر جانبي نهر النيل للسيطرة على ضفتيه,كما بني چورچ حاكم أحد الأقاليم ( كوبري) على قناة مدينة قليوب لتسهيل فتح المدن المصرية. ونجح عمرو في فتح مدينة أتريب(بنها حالياً) ومنوف بمساعدة القبط له.... وغير ذلك. أصبح القبط أعواناً للمسلمين, في حين ترك بعضهم دينهم واعتنقوا الإسلام, واستولوا على أملاك المسيحيين الملكيين الذين هربوا من وجه المسلمين. واستمر حصار حصن بابيليون سبعة أشهر, حتى تم اقتحامه, فأضطر المقوقس إلى طلب الصلح. وتم بالشروط الآتية:-

١- يفرض على كل قبط مصر, أعلاها وأسفلها دينارين, ويتساوى في ذالك الرفيع والوضيع, دون النساء والأطفال والشيوخ.

٢- يدفع كل واحد من ملاك الأراضي إلى جانب الدينارين, ثلاثة أرادب قمح, وقسطي زيت, وقسطي عسل رزقاً للمسلمين تقسم بينهم.

٣- يتم إحصاء جميع المسلمين ( كانوا في ذالك الوقت حوالي ١٢ألف) و يجب على أهالي مصر أن يقدموا لكل مسلم جبة صوف, وبرنس أو عمامة وسراويل, وخفين كل عام.

٤- أذا نفذ الأقباط الشروط السابقة, لا يسبى العرب النساء, و يترك للقبط أراضيهم, وأموالهم, ولا يتعرض لهم المسلمون في شيء منها. ولهم الأمان على عقائدهم وكنائسهم وأموالهم.

٥- يطبق العرب نفس الشروط على الرومان واليهود والنوبيون المقيمون بمصر. فإذا رفضوها فلهم حرية مغادرة البلاد.
ووافق المقوقس على هذه الشروط, وطلب من عمرو أن يأمر عند وفاته (المقوقس) أن يدفن في كنيسة أبو يحنس بالإسكندرية. لم يقبل هرقل الصلح الذي عقده عمرو مع المقوقس. وبعث بقوات رومانية كبيرة أغلقت أبواب الإسكندرية, وتأهبوا للقتال. وكانت الإسكندرية مدينة ذات حصون عظيمة، وأنقسم سكان الإسكندرية والمهاجرون إليها, إلى فريقين متخاصمين. ودار النزاع بينهما وهذا ناتج من الخلاف العقائدي بين الملكانيين واليعاقبة، وبين المسيحيين بصفة عامة وبين اليهود. وحاصر العرب الإسكندرية, وفي أثناء الحصار مات هرقل وتم فتح الإسكندرية. وعيّن عمرو عبد الله بن حذاقة حاكماً للإسكندرية, وعاد إلى الفسطاط ( مصر القديمة). وبذلك خلت الإسكندرية من الرومان، وبعد وفاة المقوقس أواخر عام ٦٤٣، عاد البطريرك بنيامين إلى كرسيه عام ٦٤٤. وثم تنيح البطريرك بنيامين عام ٦٦٢ م.

(الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربي (ج٢

(الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربي (ج٢

مقدمة: ملاحظات هامة

: لفهم الأحداث الجارية في الكنيسة خلال هذه الفترة يجب أن نلاحظ

1- كان الشعب القبطي منقسماً إلى طائفتين, لكل منها رئيس ديني (بطريركاً) يدير شئونها, ويرعى أحوال رعيته، وكانت الحكومة البيزنطية تؤيد البطريرك المالكي,وتشد ٳزره, بعكس البطريرك اليعقوبى.
2- طموح بطاركة القسطنطينية جعلهم يحطون من مركز كنيسة الإسكندرية, وعدم الاهتمام بالتقليد الكنيسة, واعتمادهم على نفوذ الإمبراطور, وأعطوا لأنفسهم الحق دون الآباء والأكليروس الاسكندرى- في انتخاب البطريرك الاسكندرى الملكي، ولاشك أن هذا الأجراء كان من أكبر الأسباب للمحن العديدة التي أصابت الكرسي الرسولى.
3- تدخل الدولة في حياة الكنيسة، منتظرة منها تأييداً له وجه عقائدي، في مقابل أن تحل الكنيسة من الدولة على دعم قانوني ومادي في صورة مباني وقصور لتستعمل استعمالاً دينياً, كما تعتمد على الإمبراطور في محاربة البدع والوثنية، فأصبحت الكنيسة سجينة لإطار سياسي وفكري، واحتفظ الأباطرة بلقب (الحبر الأعظم) أي رئيس الديانة التقليدية وكان الإمبراطور يعتبر نفسه (أسقف من الخارج) مما برر تدخلاته في أمور الكنيسة.


انقسامات عام٥٥٣ في الإسكندرية :


تعددت الانقسامات بين اليعاقبة في مصر,واختارت كل شيعة بطريركاً لها:
1- الأسيفالوس: شيعة الذين رفضوا الرياسة وكان لهم بطريركاً قاموا بانتخابه.
2- التريتايت: يعتقدون أن لكل أقنوم طبيعة خاصة وكان لهم بطريركاً اسمه (كونون).
3- الفنتاسياست: كان عددهم كبيراً. وكان لهم بطريركاً اسمه (البيديوس).
4- القابلو الفساد: كان لهم بطريركاً اسمه دوروتيوس، وذلك علاوة على البطريرك اليعقوبى ثيدوسيوس, والبطريرك المالكى زويل الذي عزله الإمبراطور( شطبت هؤلاء الأربعة من جدول البطاركة, ولا توجد وثائق تشير إليهم إلا ما وصل إلينا من مخطوط ساويرس الأشمونى. دليل أن هذه الحالة كانت لفترة قصيرة).

ثورة هرقل٦٠٩م و تأثيرها على كنيسة الإسكندرية


أعلن هرقل ثورة ضد الإمبراطور البيزنطي فوقاس، منتزعا منصب الإمبراطور منه، وكان نائب فوقاس في مصر
بونوس) يتبع سياسة القسوة الشديدة والإرهاب، مما دفع المصريون إلى التمرد والثورة وتسهيل دخول جيوش هرقل إلى الإسكندرية بزعامة القائد (نيقتاس) وإعلان ولائهم له. وتولى نيقتاس حكم مصر, وأحسن معاملاتهم, ورفع الضرائب عنهم مدة ثلاثة سنوات متتالية وسعى لإقامة بطريرك ملكي يرضى عنه الشعب القبطي وهو يوحنا الرحوم

( راجع سيرته في مجلة الصلاح عدد أغسطس٢٠٠٦).


+ البطريرك يوحنا الرحوم٦١٠م -٦١٩ م:

كان ملكا وعمل بنجاح على نشر روح التفاهم والوحدة، وأما معاونيه فهم الراهب يوحنا موسكوس (مؤلف المرج الروحي) وسوفروينس (انتخب فيما بعد بطريركاً لأورشليم). ولقد نجح في ضم عدداً كبيراً من المدن والقرى والأديرة إلى الكنيسة الواحدة وكان مشهور بأعمال الصدقة والبر التي لقب بها، ويقال انه كان يغذى يومياً أكثر من إلف فقير بصفته حاكماً وبطريركاً وكان يجلس يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع على باب كاتدرائية الإسكندرية الكبرى مع كاتبه الخاص ليتلقى الشكاوى ويحكم منصفاً كل مظلوم فكان له أتباع يجوبون البلاد, ليأتوا إليه بخبر(سادته و مساعديه) وكان يقصد بهذا التعبير الفقراء والمساكين (لأنهم يساعدوه و يمنحوه ملكوت السماوات).


اندرونيكوس٦١٦-٦٢٣البطريرك اليعقوبى:


لم يقل شهرة عن البطريرك يوحنا الرحوم من حيث الإحسان إلى شعبه وكان غنياً,محباً للرحمة و كان أهله من أغنياء الإسكندرية, وابن عمه رئيساً للديوان لذا كان له من النفوذ والسلطان ما يمنع الهراطقة من إخراجه من الإسكندرية.وكانت العلاقة بين البطركان يوحنا الرحوم واندرونيكوس علاقة ود, واحترام, وتعاون مشترك لخير الكنيستين.


الغزو الفارسي لمصر٦١٩-٦٢٩ م:


هاجم الفرس الأراضي المصرية عن طريق البحر المتوسط, و فتحوا مدينة الفرما عند الحدود المصرية الشرقية وكان نقص القوات الحربية البيزنطية, قد مكن الفرس من دخول مصر دون أي مقاومة تذكر وتقدموا كالسيل الجارف, يخربون الأديرة والكنائس في طريقهم.
ثم زحفوا إلى الإسكندرية, التي كانت مدينة قوية منيعة فالحقوا الخراب بالقرى المجاورة لها, واقتحموا الأديرة وقتلوا من فيها من رهبان, ونهبوا متاعها ثم خربوها ( يذكر ساو يرس بن المقفع أنها كانت حوالى٦٠٠ دير) واستولى الفرس على أواني الكنائس المقدسة و نقلوها غالى بلادهم.
هرب يوحنا الرحوم إلى قبرص حيث مات هناك, وهرب أيضا الحاكم البيزنطي إلى القسطنطينية. وفتحت الإسكندرية أبوابها أمام الغزاة، فالحق الفرس كثير من الأذى بالمصريين, وخاصة الرهبان والقسس والأساقفة, فاضطروا إلى الهروب المناطق البعيدة في الجبال. ولكن بعد ذلك استقرت الأحوال, وعاد الهدوء, وترك الفرس للمصريين حرية العقيدة وابقوا على كبار موظفي الدولة تحقيقاً لاستقرار الحكم. و في خلال الحكم الفارسي توفى البطريرك اليعقوبى اندرونيكوس عام ٦٢٣ م, وانتخب بعده البطريرك بنيامين.


+ البطريرك جرجس٦١٩-٦٣٠م المالكى:


تولى بعد نياحة يوحنا الرحوم. وهو الذي إلف كتاب ( سيرة يوحنا فم الذهب). البطريرك بنيامين اليعقوبى٦٢٣- ٦٦٢م
في عهده أحسن الفرس إلى اليعاقبة, على حين أساءوا إلى المالكيين لاتفاقهم مع الرومان في المذهب الديني, وفرضوا على الكنائس المالكية جزية تؤديها لهم وما لبث الإمبراطور أن نهض لقتال الفرس, ونجح في استرداد ممتلكات الإمبراطورية البيزنطية في الشرق, واستعاد مصر في سنة٦٢٩م وحرص على تحقيق الوحدة السياسية والدينية, و كان يدرك أن الأقباط متمسكين تماماً بمذهبهم المونوفيزيتى, فحاول أن يكسب رضائهم , فدعا بطاركة إنطاكيا, والقسطنطينية, وبلاد القوقاز للاتفاق على ما يرضى الأقباط فاجتمعوا في هيرابوليس (في أسيا الصغرى) وقرروا مشروع اتحاد (Monorthlisme). ينص على عدم ذكر أي كلام عن طبيعة المسيح وصفته والاعتراف بأن للمسيح أرادة واحدة لكن رفض المصريون مشروع هرقل. ومما زاد الأمر سوءا, أن هرقل أساء اختيار نائبه في حكم مصر الذي عهد إليه تنفيذ مشروعه وهو الأسقف كيروس الذي يسميه المؤرخون المسلمون (المقوقس) وأسند إليه الرئاستين السياسية والدينية أي أنه كان بطريركا وواليا معاً.


كيرروس (المقوقس) ٦٣١ – ٦٤٣:


قوقازي المولد كان في شبابه نسطو ريا, بمجرد جلوسه على كرسي الإسكندرية استخدم القوه في نشر مشروع هرقل مستعملاً الاستبداد والتعذيب الوحشي, فأغضب الجميع, وأذاق الأقباط أشد أنواع التعسف والاضطهاد ورأى البطريرك اليعقوبى بنيامين أنه لا يستطيع أن يستمر في كرسيه وسط الدمار وسفك الدماء, فأمر أساقفته بالهروب إلى الأديرة في الصحارى إلى أن ينتهي غضب الرب.
سافر خفية, واستقر في دير صغير في قوص ولم يظهر إلا بعد الفتح العربي عام ٦٤١ م.

الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربى٤٥١-٦٤١م




الكنيسة المصرية من مجمع خلقدونية حتى الفتح العربى٤٥١-٦٤١م

وصلت الأخبار إلى الإسكندرية أن آباء مجمع خلقدونية قرروا عزل البطريرك ديسقورس والحكم عليه بالنفي,
وانتشرت الأخبار في كل أرجاء مصر. وكان لديسقورس حزب قوى، عزم على أن يدافع عن قضيته ومكانة كرسي الإسكندرية, فعمل هذا الحزب على تشويه الأحداث، فادعوا أن آباء المجمع حكموا على تعاليم كيرلس وتمسكوا ببدعة نسطور.


اتجه بعض الأساقفة إلى التمسك الأعمى بالطبيعة الواحدة، وأخرون ظلوا أمناء، ووافقوا على قرارات المجمع فاختاروا (بروتاريوس) بطريركاً على كرسي الإسكندرية، وهو كاهن إسكندري معروف بالتقوى، ووافقت روما على هذا الاختيار. أمام ذلك لم يرضى حزب ديسقورس من إكليروس وشعب, فقاموا بفتنة أعقبتها ثورة دامية في الإسكندرية هجم فيها الشعب على الجنود و دفع بهم إلى هيكل سيراميس واحرقوهم أحياء. فأوفد الإمبراطور قوة كبيرة مكونة من٢٠٠ جندي, وأوقعوا القصاص بالشعب ثم أقروا النظام والسكينة.

تيموتاوس النمر

كان راهبا وزعيماً للفريق الثائر على البطريرك بروتاريوس وعلى قرارات مجمع خلقدونية, ونجح بالدعاية التي يقوم بها, في إثارة الرهبان والغوغاء, واستولى على كاتدرائية الإسكندرية وبواسطة أثنين من الأساقفة المحرومين مع ديسقورس ( بطرس المايومى, يوساب البالوطى)، وقد نال الدرجة الأسقفية، ولما كانت السلطة المدينة تحول دون دخوله الكنيسة, أثار الشغب في المدينة في يوم ٢٩ مارس٤٥٧م. وبينما كان البطريرك بروتاريوس يقوم بصلاة البصخة المقدسة هجم على الكنيسة, ودخلها عنوة مع رجاله، ولما رآه بروتاريوس ترك الهيكل واختفى في غرفة المعمودية, فتبعه تيموتاوس وهجم عليه وذبحه كما تذبح الشاه, وأخرج إتباعه جثته وجروها في شوارع المدينة واحرقوها......

بذلك خلا الكرسي الإسكندري، فاعتلاه تيموتاوس, وشرع في اضطهاد الأساقفة الكبار, وقام برسامة أساقفة بدلاً
منهم. فكتب الأساقفة المعزولين رسالة إلى الإمبراطور ليون الأول يخطرونه بالكارثة التي حلّت بكنيسة الإسكندرية، أما تيموتاوس فكتب للإمبراطور يطلب منه الاعتراف بأسقفيته، ووصل الأمر إلى البابا، فطلب من الإمبراطور ليون معاقبة قاتل البطريرك بروتاريوس، ورجوع الأساقفة المنفيين ظلماً, وتنفيذ ما جاء في مجمع خلقدونية، إما الإمبراطور قبل إن يقوم بأي عمل كتب يستشير الأساقفة الكاثوليك في العالم، فرد عليه أكثر من٦٠ أسقفاً شرقياً, وطلبوا الحرم على المغتصب مدى الحياة. وإزاء هذا الرد الصريح وهذا الإجماع، أمر الإمبراطور رئيس الجيش بطرد هذا البطريرك، والذي توجه إلى القسطنطينية ليبرر نفسه أمام الإمبراطور، فما كان منه إلا أنه قبض عليه ونفاه بعد أن أعلن إسقاطه

+ تيموتاوس سالوفاكياكوس ( الأبيض) ٤٦١ –٤٨١م

كان راهباً في دير كانوب اختاره الأساقفة الأمناء بطريركاً. وأقر الحبر الروماني هذا الاختيار وعمِّ السلام الكنيسة مدة 18عاماً توفى الإمبراطور ليون الأول وحل مكانه ( باسيليكوس) وكون لنفسه حزباً من أعداء خلقدونية. وساعده على ذلك بطريرك أنطاكية. فأسقط البطريرك تيموتاوس الأبيض وأرجع تيموتاوس النمر من منفاه. وطرد الأساقفة الشرعيون التابعون لروما. وبعد أن مات الإمبراطور باسيليكوس مقتولاً, وتولى من بعده الإمبراطور زينون, فأعاد السلام إلى المسيحية, وأمر بالتمسك بقرارات خلقدونية, وأمر بالبحث عن البطريرك الشرعي تيموتاوس الأبيض, فوجدوه معتكفاً في دير كانوب. فاستدعاه الإمبراطور, وأعاده إلى كرسيه. أما تيموتاوس النمر, فقد انتحر بالسم خوفاً من أعادة نفيه, فقام أتباعه بانتخاب (بطرس مونجى القصار) بطريركاً عليهم( ٤٧٧ – ٤٩٠ م) ولكن الإمبراطور أصدر أمراً بنفيه وأراد أن يحكم بإعدامه لولا وساطة تيموتاوس الأبيض وتنيح تيموتاوس عام٤٨١ م, فنادي الرهبان ببطرس مونجى بطريركاً للإسكندرية, ووافق بعض الأساقفة وانتخبوه بطريركاً.
أما الأساقفة الخلقدونيون فقد انتخبوا يوحنا طلايا الراهب بدير الأنبا باخوميوس, ووافق البابا الروماني وأعترف به, أما بطريرك القسطنطينية اكاكيوس, وصله خبر رسامته متأخراً, فظن أن ذلك استهتارا به, فرفض الاعتراف به, ونجح في استمالة أسقف هرموبوليس, وكتب الإمبراطور إلى البابا ليستشيره, لكن البابا تنيح قبل أن يرد على الإمبراطور, أما يوحنا طلايا فسافر إلى روما محتمياً بالكرسي الروماني. وتنيح هناك.

منشور الهينوتيكون- التوفيقي

أعطى الإمبراطور زينون لنفسه حق إدارة أمور الكنيسة, بصفته الحاكم الأعلى. ففي عام ٤٨٢ م أصدر منشوراً بمساعدة وإرشاد أكاكيوس بطريرك القسطنطينية, بقصد التوحيد بين المتمسكين بقرارات مجمع خلقدونية, وأعدائهم. فلا يقال طبيعة واحدة, ولا طبيعيتان, والإقرار بلاهوت وناسوت يسوع المسيح. وعليه يلزم التمسك بقرارات مجمع خلقدونية وقانون الأيمان النيقاوي القسطنيطيني ......وقع بالموافقة على هذا المنشور بطاركة الشرق القسطنطينية والإسكندرية 0( بطرس مونجي ) وأنطاكية وأورشليم.

رغم تدخل الإمبراطور لتسوية الخلاف والانقسام. فلم يوافق البابا فيليكس الثالث على هذا المنشور, رافضاً تعديل النصوص العقائدية للمجمع, وقطع بطريرك القسطنطينية أكاكيوس. وفي مصر حدثت مقاومة شديدة من الأساقفة والرهبان. وهكذا حدث انشقاق بين كنائس الشرق وكنيسة روما أستمر٣٥ سنة ( ٤٨٤- ٥١٩م)
أثناسيوس الثاني (٤٩٠ -٤٩٦ ), يوحنا الحامولي (٤٩٦-٥٠٥):- خلفا بطرس مونجى, وابدي كل منهما الرغبة في التقرب والارتباط بالكرسي البابوي. لكنهما فشلا في تحقيق الوحدة. لمقاومة بعض الرهبان والأساقفة.
يوحنا ( يؤانس) الثاني٥٠٥ – ٥١٩:- أظهر منتهى التعصب والكره للأتباع مجمع خلقدونية, وحرم أتباعه الحج إلى أورشليم. لأنها متمسكة بالمجمع.

ديسقورس الثاني
ابن أخت تيموتاوس النمر. أجلسه الإمبراطور على الكرسي الإسكندري. ولم يرضى عنه الشعب,
وثار ضده و ضد والى الإسكندرية. وقتل الوالي و أبنه خلال هذه الثورة.
استاريوس:- تولى بعد يوحنا طلايا سنه٥١٩ م وعاش في حمى الإمبراطور يوستيانوس. وعمَّ السلام في مدة رئاسته وازدهرت الكنيسة في مصر والحبشة.

الإصلاح الكاثوليكي في القرن ١٦، ١٧


الإصلاح الكاثوليكي في القرن ١٦، ١٧

مقدمة
تزامنت الحركة البروتستانتية مع ظهور الرغبة في الإصلاح داخل الكنيسة الكاثوليكية. وتمت المبادرات الأولى على يد بعض الرهبان والعلمانيين الأتقياء, وأيضاً على يد بعض الأساقفة. نجد أنَّ رسالة لوثر لم تقع في كنيسة غارقة في انحطاط الأيمان والنظام كما يذكر بعض الكتاب، بل مرت بمحاولات من الأبحاث المترددة, والإخفاقات, والانجازات. ولكنَّ هذه المحاولات مكنت الكنيسة من توضيح التوجهات, ووضع النماذج قبل الخوض في تحقيق الإصلاح رداً على الصدمة التي سببها الإصلاح البروتستانتي.

المجمع التريدنتينى١٥٤٥ -١٥٦٢

أعترف البابا هدريان السادس (١٥٢٢-١٥٢٣ ) وهو هولندي الجنسية, بأخطاء الكنيسة الرومانية إلا أنَّ حكمه لم يدم طويلاً. وخلفه اكلمندوس السابع (1523- 1534), لكن في سنة١٥٢٧ قامت حروب دمرت فيها روما. أما البابا بولس الثالث (١٥٣٤- ١٥٤٩) فقد نجح في الدعوة إلى عقد المجمع وبدأت أولى جلساته عام ١٥٤٥ (بعد الحكم بحرم لوثر ﺑ ٢٥ سنة). في جو من الارتياب لأن الانتظار كان طويلاَ, وكانت العقبات السياسية تحول دون اشتراك ممثلي بعض الأمم التي بقيت كاثوليكية, وكان الانقسام في الأفكار قد تفاقم بين الكاثوليك والبروتستانت، الذين كانوا يطالبون بأن تكون المناقشات قاصرة على المسائل اللاهوتية, وإعادة النظر في السلطة البابوية.

وحضر المجمع بعض العلمانيين ممثلي سفراء الملوك المسيحيين, الذين لم يتدخلوا في المداولات التي كانت تجرى بين الأساقفة فقط, ولكن تأثيرهم كان خارج الجلسات حاسماً في بعض الأحيان واستمرت الجلسات حتى عام١٥٤٧, التي ظهر فيها وباء الطاعون. فنُقل مكان الاجتماع من ترنتو إلى بولونيا التي لم تكن فيها الاجتماعات مثمرة, لأن الإمبراطور شارل الخامس نهى الأساقفة الخاضعين له ( الأسبان و الألمان) عن المشاركة في إعمال بولونيا. وتجنباً لحدوث خلاف جديد في الكنيسة، أمر البابا يوليوس الثالث(١٥٥٠-١٥٥٥ ) باستئناف جلسات المجمع في ترنتو. وجاء بعده البابا بولس الرابع (١٥٥٥- ١٥٥٩ ) فأوقف جلسات المجمع, وأخذ على عاتقه أصلاح الكنيسة, وكان قاسياً في
إدارة شؤونها, وأخضعها لنظام حديدي.

أما خليفته بيوس الرابع( ١٥٥٩ -١٥٦٥ ), فقد نجح بالرغم من الصعوبات, من استئناف الاجتماعات خلال عامي
1561 و١٥٦٢ وتوصل إلى إخراج المجمع من الطريق المسدود.
ولا بد من الإشارة ببعد نظر الباباوات الثلاثة: بولس الثالث, ويوليوس الثالث, وبيوس الرابع. فبعزيمتهم المرنة, تغلبوا على العقبات الكبيرة التي كان يمكن أن تدمر أعمال المجمع. وختم المجمع أعماله في سرور عمَّ الكنيسة كلها, ورسخت البابوية سلطتها, بالرغم من المأساة التي فرقت وحدة الكنيسة ولم تجد حلاً. ظلَّ المسيحيون منقسمين إلى عدة عائلات متنافرة. أهم قرارات المجمع :- وافق جميع الأساقفة على القرارات التي اُتخذت منذ ١٥٤٥ وأهمها :
-
1. وضّحَ المجمع عدد كبير من العقائد, لإيقاف النزيف من نسيج المعتقدات المسيحية, ومعطيات الإيمان التقليدي
, مقارناً بينها وبين الفكر البروتستانتي لاسيما فيما يخص حرية الاختيار عند الإنسان, والإيمان والأعمال, والاختيار المسبق للخلاص, وإسرار الكنيسة السبعة, وتحديد الأسفار المقدسة في الكتاب المقدس, والتقليد الكنسي وإكرام العذراء والقديسين, والأفخارستيا, والكهنوت والزواج.

2. استخدام اللغات المحلية في الليتورچيات, ومكافحة الفوضى الطقسية, وإلغاء الليتورچيات التي لم يمضى على وجودها
أكثر من٢٠٠ سنة.

3. أنشاء الإكليريكليات.



أحداث أخرى ساهمت في الإصلاح الكاثوليكي

تزامنت مع سنوات انعقاد المجمع, بابوية مجددة, ورهبانيات نشيطة, وروحانيون كبار. من هذه البوتقة وُلد مثال جديد للكاهن, وشعب مسيحي أكثر ثقافة, وأنتقل هذا الإصلاح إلى كل أنحاء أوربا، و لكن ببطء.
و أهم الشخصيات التي ساهمت في الإصلاح.

١- الكاردينال شارل بورمية ١٥٣٨ -١٥٨٤

جسّدَ قرارات المجمع في وظائف الأساقفة وواجباتهم, وأعاد النظام إلى الأديرة المضطربة, وكان يولى أهمية كبيرة على تنشئة كهنة مثقفين. فأنشأ مدارس للتعليم المسيحي, وأسس أولى الإكليريكليات التريدنتية, وأعاد نظاماً حازماً للاكليروس العلماني.
وفي عام١٥٧٦ ظهر وباء الطاعون في ميلانو, فباع أملاكه ونظم المساعدات الجماعية, وكان يحمل مواد الإغاثة بنفسه إلى المحتضرين المهملين. ومات عن عمر يناهز 46 سنة. وكتب عنه أحد معاصريه(إنِّه أعطى مثالاً أكثر فائدة من قرارات المجمع كلها )

٢ – فيليب نيرى ١٥١٥ - ١٥٩٥

كان علمانيا, قام بخدمة علمانية فريدة, كان مجنوناً بالله يعلن كلمة الله لمن يريد أن يسمعها, التف حوله مجموعة من المؤمنين وأسسوا جماعة ( الأوراتوريو). ومارست تمارين روحية وضعها نيري، فأحرزت نجاحاً. فتشارك الناس من جميع الطبقات في شرح الأسفار المقدسة. وكان لهذه الجماعة طريقة خاصة للتراتيل الجماعية ( صيغة الأوراتوريو الموسيقية ). وقبل الكهنوت في وقت متأخر. وتحولت الأوراتوريو إلى جماعة رهبانية جديدة, لا أنظمة شديدة فيها, بل اتحاد في الحياة والصلاة والعمل الخيري. وأصبحت هذه الرهبانية فيما بعد قوية, لاسيما في فرنسا.

٣ – أغناطيوس دى لويولا

مؤسس الرهبنة اليسوعية التي أضافت إلى النذور الرهبانية الثلاثة-الفقر،العفة،الطاعة- نذرا رابعاً هو طاعة البابا, ووضع أنفسهم لخدمة احتياجات الكنيسة في حقل التعليم بتأسيس المدارس, وفي حقل الإرشاد الروحي, وفي حقل الإرساليات إلى البلاد النائية وكان له رأى مشهور ( أبرع المخططات, وأكمل القرارات, وأشد التحريمات تبقى حبراً على ورق. إنْ لم يهتدي المسيحيون, وعلى رأسهم البابا والأساقفة والكهنة, ولا أصلاح للكنيسة, إن لم يسعى كل عضو من أعضائها, بنعمة الله, لإصلاح نفسه.

القديسة تريزا الأفيلية و القديس يوحنا الصليب

أسست أول دير تم أصلاحه للكرميليات, وجددت الكرميليات والكرميليين بالتعاون مع يوحنا الصليب. وأسست١٧ دير راهبات, وساعدها يوحنا الصليب في أنشاء٢٠ دير للكرميلين المصلحين.
و هناك أيضاً فرنسوا دى سال ( ١٥٦٧-١٦٢٢) أسقف چينيف الذي استوحى المثال من شارل بورميه. فكان له تأثير عميق على روحانية العلمانيين والكهنة.

وكذلك القديس منصور دى بول (١٥٨١-١٦٦٠ ) مؤسس جمعية الرسالة (اللعازريين) لتبشير الأرياف, وبنات المحبة لخدمة الفقراء.
وفي عام١٦٥٠ بلغ عدد الرهبان اليسوعيين١٦٥٠, والرهبان الكبوشيين ( المنبثقين من الفرنسيسكان) ٢٠ ألف, مما يدل على الحرارة الروحية , وتكاثرت الأديرة, وبالتالي اتسعت أملاك الكنيسة.

الانفصال البروتستانتي


الانفصال البروتستانتي
-
أسباب الانفصال

في نهاية القرن 15 ومطلع القرن 16 أشتد الخلل في الكنيسة الكاثوليكية وظهرت التناقضات بين الإيمان المسيحي من جهة، وسلوك السلطة الكنسية من جهة أخري ووصلت إلى أشدها، ومنه جاء رد الفعل الذي تبلور في صورة الإصلاح البروتستانتي، وتلاه رد فعل كاثوليكي إصلاحي متأخر.
سادت أوربا في هذا الوقت عقلية سطحية بعيدة تماماً عن جوهر الإيمان المسيحي، حيث تغلبت المعتقدات والتقويات الشعبية علي غالبية أوربا الوسطى. فالأساقفة تحولوا إلى إداريين أكثر من رعاة وسكنوا خارج إيبارشياتهم، وأما الكهنة فأغلبهم لم يحصل على تكوين إكليريكي مناسب لهذه المرحلة. وبالتالي لم يستطيعوا أن يجاوبوا على إحتياجات الشعب، وفي الوقت ذاته لم يصرح للشعب بقراءة الكتاب المقدس خوفاً من التفسير الخاطئ. وارتفعت أصوات تطالب بعقد مجمع إصلاحي، وافتتح البابا بولس الثاني سنة 1512 المجمع اللاترني الخامس، وعبر المجمع عن أسفه لإرتكاب التجاوزات، وأعد برنامجاً إصلاحياً، ولكنه لم يجد طريقة للتنفيذ.
مارتن لوثر ١٤٨٣-١546

وُلد في ألمانيا, وتلقى تعليمه في المدرسة اللاتينية, وتلقى تربية دينية قويِّة, وتأثر بالروحانية التي كانت سائدة. كالاعتقاد بسلطة الشيطان والتنجيم والرهبة من الدينونة بعد الموت. ثم ألتحق بالجامعة لدراسة القانون ثم تركها ودخل الدير وكان عمره ٢٢ سنة, وأصبح راهباً في دير القديس أوغسطينوس. ورسم كاهناً عام ١٥٠٧. ولم يباشر دروسه اللاهوتية إلا بعد ذالك. وترقى إلى درجة دكتوراة في اللاهوت عام١٥٠٧، ومدرساً للكتاب المقدس في جامعة ( فتنبرج). وعاش صراعاً مريراً بين حياة القداسة وقوة الخطيئة التي هاجمته كثيراً، قاده هذا إلى حالة يأس شديد وقلق نفسي نزع منه سلامه الباطني، وتسأل من الذي يَخلُص إذن؟ فوجد ضالته في «إذاً نحسب أنَّ الإنسان يتبرَّرُ بالإيمان بدونِ أعمال الناموس»(روم ٣/٢٨). فالإنسان لا ينال الخلاص بفضل جهوده, بل الله هو الذي يجعله باراً بنعمته وحدها. وعند ذلك وجد لوثر ما يحتاج إليه من فرح وسكينة.

الغفرانات

وجد لوثر في قضية الغفرانات, فرصة لإعلان رأيه. وكان أثنين من الرهبان الدومينيكان ينادون بالاعتراف بالخطايا، ودفع تبرعات بدلاً من القانون (القصاص)، وهذا لتغطية نفقات بناء كنيسة القديس بطرس في روما, فأستاء لوثر وأرسل إعتراضاً قوياً ومهذباً إلى رئيس أساقفة ألمانيا الذي نقل القضية إلى روما. وأما لوثر دعا إلى النقاش مع أساتذة الجامعة. ولم يفكر في القطيعة مع روما. وكتب ٩٥ قضية للمناقشة, تلقتها بعض المطابع وقامت بنسخ النص. فأنتشر في كل أنحاء ألمانيا, فتحمس الرأي العام لأرائه.

وعلى مدى ثلاث سنوات, حاول بعض أعضاء رهبانيته وبعض الموفدين من روما أنْ يقنعوه بالرجوع عن أقواله. لكن
الجدال أيقظ روح القومية الألمانية، فبدا لوثر بطل شعبي مستاء من الوسائل التي يستخدمها البلاط الروماني في جباية الضرائب, فصرح عام ١٥١٩بأن "البابا هو المسيح الدجال". وفي عام١٥٢٠ رفض البابا ٤١ قضية منسوبة إلى لوثر. وأعطاه مهلة شهرين ليعلن خضوعه. ولكن لوثر أحرق خطاب البابا على مرأى الناس، فحرمه البابا في يناير١٥٢١.

وانقسمت ألمانيا بين أنصار لوثر ومعارضيه. وكانت دوافع أنصاره متنوعة. فالأشراف وجدوا الفرصة للاستيلاء على أراضى الكنيسة, والفلاحون انتهزوا الفرصة باسم المساواة بين البشر أمام الله للثورة على سادتهم. فنشبت حرب طاحنة (١٥٢٤-١٥٢٥)، وجميع المحاربين يدعى العمل بحسب كلمة الله. وقتل كثير من المتمردين.
وفي عام ١٥٢٥ تزوج لوثر من راهبة (كاترين بورا) . وأدعى أن الشيطان هو الذي نهى رجال الأكليروس عن الزواج .

الكنيسة اللوثرية و تعاليمها

لم يقصد لوثر أنشاء كنيسة جديدة, بل ظن أنها إنْ عادت إلى الإنجيل أصلحت نفسها. فنشر كتابين للتعليم المسيحي، لاقا ناجحاً عظيماً.
وفي نظر لوثر أن الخلاص يأتي من الله عن طريق الإيمان وحده, فالله يعمل كل شيء. والإنسان لا يعمل أي شيء. الأعمال الصالحة لا تجعل الإنسان صالحاً, بل الإنسان الذي يبرره الله يعمل أعمالاً صالحة. كما عارض لوثر التقليد الكنسي, ونبذ إكرام القدسيين, والنذور الرهبانية, والأسرار ماعدا المعمودية والأفخارستيا, ولم يعترف بالكهنوت ويقول أنه لا أهيمة إلا لكهنوت المؤمنين الشامل.وأعطى أهمية كبيرة للترانيم. وحذف سبعة أسفار من الكتاب المقدس، وأجزاء من دانيال وأستير.

چان كالڤن (١٥٠٩-١٥٦٤) والكنيسة المشيخية

كان علمانياًً في فرنسا، درس الآداب والحقوق، وأهتم بحياته المسيحية، ثم سافر إلى جنيف. وكان في فرنسا مجموعة صغيرة من اللوثرين أصدروا ملصقات توجه الشتائم إلى ذبيحة القداس وأُلصق أحدها على باب غرفة الملك، فثأر غضبه فلاحقهم وأحرق بعضهم. فعاد كالفن إلى فرنسا وطاف إنحاءها لخدمة هؤلاء، ثم عاد إلى جنيف ونظم كنيسة لها نموذج خاص، وأنتشر هذا النموذج في أوروبا ثم في العالم كله.
يشبه تعليم كالڤن تعليم لوثر، لكنَّه أكثر منهجية, فهو يشدد على (لله وحده المجد)، وانحطاط الإنسان, وكلنا هالكون لكن الله كسيد مطلق يُخلص الذين أختارهم مسبقاً. ويدافع عن عماد الأطفال. لكن في العشاء السري يختلف عن تعليم لوثر: "فالمسيح يهبنا نفسه في وقت تناول الخبز والخمر". ووضع كتاب"الترتيب الكنسي" من الكتاب المقدس، وأفكار أفلاطون. وهناك أربع خدمات: رعاة, معلمون, والشمامسة, والشيوخ، ويراقبهم المجمع الذي يضم ١٢شيخاً.
وزاد أعضاء الكنيسة الكالفنية في فرنسا وسويسرا, بعد أن ترجم كالفن الكتاب المقدس إلى الفرنسية ليتلى في الكنيسة بدل اللغة اللاتينية التي يجهلونها. ونادي كالفن بمشروعية الإقراض بالفائدة، لذا يرى بعض المؤرخين أنه أحد الدعاة إلى النظام الرأسمالي.

الكنيسة الإنجليكانية

نشأتها متزامنة مع طلاق هنري الثامن ملك انجلترا. الذي أراد تطليق زوجته لأنه تعلق بحب (آن بولين) أحدى سيدات البلاط. ورفض البابا الحكم بفسخ زواجه. فطلب الملك الإكليروس الإنجليزي بمنحه إياه وأعلن نفسه رئيس كنيسة انجلترا سنه١٥٣٤م. وأعدم الأسقف فيشر وبعض الكهنة, والقديس توماس مور. لكن الملك حافظ على جوهر الإيمان الكاثوليكي.
وورث العرش إدوارد السادس, وفي عهده تغلغلت الأفكار الكالفنية إلى هذه الكنيسة. ثم اعتلت العرش ابنة هنري الثامن (مارى تودور)، فأعادت الإيمان الكاثوليكي وأعدمت أكثر من ٢٠٠ شخص. ولكن إليزابيث الأولى سنة١٦٠٣م، أنشأت المذهب الإنجليكاني. وهو فكر لاهوتي قريب من الفكر الكالفني إلى جانب المحافظة على بعض الصيغ التقليدية الكاثوليكية من أسقفية، وثياب طقسية.. الخ. ولكن أيرلندا قد رفضت رفضاً باتاً هذا الإصلاح التي حاولت انجلترا أن تفرضه عليها وظلت كاثوليكية.
وهكذا انقسمت أوروبا إلى عدة كنائس معارضه لروما: اللوثرية "الإنجيلية" والكالفنية أوالمشيخية والإنجيليكانية.

الكنائس المنفصلة الأولى نتيجة المنازعات







لكنائس المنفصلة الأولى نتيجة المنازعات



(الكرستولوچية =المسيحانية)




لم يستطيع مجمع خلقدونية أن يحل السلام , كما لم يستطيع آي مجمع أخر أن يسوى كل المشكلات تسويه نهائية .حتى



أيامنا الحاضرة.



استمرت المنازعات، وانفصل معارضو الصيغة الخلقدونية عن الكنيسة الرسمية. إذا فكرت الكنائس المونوفيزية أن



تبقى أمينه للقديس كيرلس بالقول بطبيعة واحدة في المسيح. وأرادت الكنائس النسطورية الحفاظ على ثنائية الله و الإنسان في المسيح . ولا يجوز اعتبار أن فكر هذه الكنائس هرطقات بالمعنى الحرفي للكلمة، فالمواقف و الاختيارات كانت سياسية أكثر منها عقائدية. آخذت حكومة القسطنطينية داخل إمبراطوريتها فرض عقيدة مجمع خلقدونية على مواطنيها. ولكن كثير من المناطق رفضت العقيدة، لكي تظهر استقلالها الديني في مواجهة الاستعمار الروماني. ففي مصر من أجل الأمانة للبطريرك كيرلس, اختار ديسقورس ومعه غالبية المصريين الطبيعة الواحدة كعقيدة وطنية الكنيسة القبطية. وحدث نفس الشيء في سوريه إذ صارت الطبيعة الواحدة عقيدة المسيحيين الناطقين بالسريانية.
أما الكنائس آلتي على الحدود الشرقية للإمبراطورية فلم تكن الظروف السياسية وحدها السبب في انفصالها، بل هناك سبباً ثانياً و هو أن الإمبراطور أمر بإغلاق مدرسة الرها اللاهوتية (بين دجلة والفرات) التي اعتبرها نسطورية، فانتقلت إلى نصيبين داخل بلاد فارس(إيران حالياً). لذلك صارت النسطورية هي العقيدة الرسمية لمسيحي إمبراطورية فارس. وعلاوة على حرص هؤلاء على التخلص من اتهامهم بالتجسس لصالح إمبراطور القسطنطينية. ووصل مرسلين إلي بلاد الصين والهند ووسط ﺁسيا. وحاول الأباطرة الروم إعادة الوحدة العقائدية بواسطة صياغات توفيقية، لكن دون جدوى بل آدت إلي فرصة لمجادلات وأعمال عنف جديدة.




الانشقاق الكبير




في سنة ١٠٥٤ م حدث انشقاق داخل الكنائس البيزنطية بسبب موضوع الروح القدس «منبثق من الآب والابن» بإضافة كلمة الابن آلي قانون الأيمان النيقاوي القسطنيطيني .( هناك أسباب سياسية أخري )



فالذين رفضوا هذه الإضافة عرفوا باسم الروم الأرثوذكس، وهم القسطنطينية والإسكندرية وأنطاكية وأورشليم و اليونان و روسيا و بلاد أوربا الشرقية. أما الكنائس التي قبلت هذه الإضافة فظلت تابعه للكرسي البابوي. وهم الروم والسريان والموارنة والكلدان.
في عهد البابا بندكتوس الرابع عشر ١٧٤٢ م طلب بعض الرهبان الأرمن مع ثلاثة من الأساقفة الانضمام إلي الكنيسة الكاثوليكية, وانتخبوا أسقف حلب الأرمني بطريركاً لهم, واعتمدت روما هذا الانتخاب وولدت الكنيسة الارمنية الكاثوليكية.

المجامع المسكونية الأولى




مجمع أفسس الأول ٤۳۱م



بعد خمسين عاماﱟ من انعقاد مجمع القسطنطينية ظهرت بدعتان




بدعة بيلاجيوس





ولد في بريطانيا سنة ٤٠٥م. وتردد بين روما و فلسطين. ثم رسم كاهناً, وسقط في بدعة مضمونها { أن خطية ﺁدم قاصرة عليه فقط, ولم تتسرب ﺈلى نسله, فيمكن لأي إنسان بقوته الطبيعية,وحريته المطلقة أن يبلغ أسمى درجات

القداسة بدون الحاجة إلى نعمة يسوع المسيح, أي أنه لا قيمة لفداء المسيح}




بدعة نسطور




: كان راهباً في دير ببلدة مرعش (دمشق حالياً). انتخبه الملك ثيودوسيوس أسقفاً على القسطنطينية.


وسقط في بدعة شغلت الكنيسة أجيالاﱟ عدة. فقد رفض اتحاد الطبيعة الإلهية و الطبيعة البشرية في أقنوم الكلمة المتجسد. أي أنه رفض أن ينسب إلى أقنوم الكلمة المتجسد الطبيعة الإلهية و الطبيعة البشرية وقال:- أن المسيح مكوَّن من شخصين, شخص إلهي هو الكلمة, وشخص بشري هو يسوع. دون اتحاد. بل هي مجرد امتزاج بين البشرى واللاهوتي)، وكان يرفض مشاركة العذراء مريم في الخلاص. وبالتالي ﻻ يجوز أن يطلق على مريم لقب والدة الإله.
نشر نسطور آرائه, ووصلت إلي البطريرك كيرلس الإسكندري الذي كتب إلى نسطور موضحاً له العقيدة القويمة. ورد عليه نسطور رداً مختصراً معلناً إصراره على بدعته. فعقد البطريرك كيرلس مجمعاً في الإسكندرية مع أساقفته, وأجمع رأيهم على إرسال رسائل إلى كل الكنائس برد كنيسة الإسكندرية على البدعة النسطورية متضمناً ١٢ بندا ً ينتهي كل منها بحرم من يخالفها. ووافقت كنائس روما وأورشليم على ما جاء به. ولكنَّ نسطور فصل عقيدته في ١٢ بنداً, وختم

كلا منه بحرم من يخالفها.




وهكذا انقسمت الكنيسة إلى حزبين:-


الأول يشمل روما وأورشليم والإسكندرية والقسطنطينية،


والثاني يشمل إنطاكية وبعض أساقفة الشرق إلي جانب نسطور.


فطلب الملك ثيودوسيوس الصغير, عقد مجمع مسكوني في أفسس و حدد ميعاده يوم عيد العنصرة ٤٣١ م. فتوافد على أفسس ٢٠0 أسقف منهم ٥٠ أسقفاً مصرياً برئاسة البطريرك كيرلس. واصطحب نسطور معه ٤٠ أسقفاً. ولم يحضر أساقفة الشرق ويوحنا الأنطاكي. وبسبب عدم حضورهم تأخر افتتاح الجلسات ١٦ يوماً. ثم اجتمع المجمع في غيابهم ,لكن نسطور اعتذر عن حضور الجلسات لأن أعداءه أكثر من أنصاره وطلب انتظار يوحنا الأنطاكي وباقي مؤيديه. ولم يلتفت المجمع إلي هذا الاعتذار وقرر حرم بيلاجيوس وعزل نسطور, ووضع ٨ قوانين خاصة بنظام الكنيسة. لكن سرعان ما وصل يوحنا الأنطاكي فأتفق مع أساقفته على حرم البطريرك كيرلس. ووصل الأمر إلى الملك فقرر نفى نسطور, وإعادة البطريرك كيرلس. وذهب نسطور إلى الدير الذي نشأ فيه واستمر في بث سمومه, فنفاه الملك إلى أخميم صعيد مصر ومات هناك, إلا أن أتباعه تمسكوا بتعاليمه واستمروا في

محاربة الكرسي الإسكندري فترة من الزمان.





ما بعد مجمع أفسس حتى مجمع خلقدونية





المحتوى العقائدي لمجمع أفسس كان يبدو هزيلاً في نظر البعض وفي عام ٤٣٣ م. قدم يوحنا الأنطاكي أقوى معارضي

كيرلس صيغة اتحاد ومصالحة نصها «الإتحاد بين الطبيعتين الإلهية والبشرية، وبسبب هذا الإتحاد نعترف بأن العذراء هي أم الله, لأن الكلمة صار جسداً, صار إنساناً ووافق البطريرك كيرلس على هذه الصيغة وأيد بابا روما هذا الاتفاق. ولكن المتطرفين من الجانبين لم يرضوا على هذا الإتحاد. وظهر أوطيخا وهو راهب من القسطنطينية أدعى أن:- « الطبيعة الإلهية في المسيح تشربت الطبيعة البشرية, لذا فجوهر جسد المسيح ليس من ذات جوهر جسدنا» فأسرع فلافيانوس أسقف القسطنطينية, وعقد سنودس محلى أدان أوطيخا وحرمه. فأستأنف أوطيخا الحكم مع القديس البابا ﻻون- بابا روما- وإلى ديسقورس بطريرك الإسكندرية خليفة كيرلس. فأمر الإمبراطور ثيودوسيوس صديق أوطيخا بعقد مجمع في أفسس عام ٤٤٩م. ودعا فيه أنصار أوطيخا وديسقورس وبابا روما. فأرسل البابا مندوبين يحملان رسالة واضحة ملخصها« للمسيح جسد حقيقي من ذات طبيعة أمه العذراء مريم, الطبيعتان تحتفظان بخواصهما, في أقنوم واحد) وكانت الرسالة باللغة اللاتينية وانعقد المجمع. وكان مع ديسقورس بعض الرهبان المتحمسين, وكانت جلسة عاصفة رفض فيها ديسقورس قراءة رسالة البابا ﻻون لأنها باللغة اللاتينية. وقرر عزل فلافيانوس أسقف القسطنطينية ومن معه من اللذين ينادون بالطبيعتين. و دارت معركة أصيب فيها فلافيانوس ومات متأثراً بإصابته. وسمى البابا ﻻون هذا المجمع (مجمع القراصنة) ولم تعترف روما به كمجمع مسكوني.





مجمع خلقدونية ٤٥١ م





طلب الإمبراطور مرقيانوس عقد مجمع لإنهاء هذا الخلاف برئاسة البابا ﻻون لكنه لم يستطيع الحضور بسبب حروب الهون التي اكتسحت أوربا. وأرسل نائبا عنه أحد أساقفة روما وانعقد المجمع في خلقدونية بجوار القسطنطينية. وكانت المرة الأولى التي ترأس فيها كرسي روما مجمعاً مسكونياً (وسوف يصبح هذا الوضع فيما بعد شرطاً للاعتراف بمسكونية أي مجمع – وثائق الكنيسة الكاثوليكية ٢٤٣, ٢٣٥, ٣٦٠). وجلس المعسكران القديمان على الجانبين يفصلهما الكتاب المقدس ( عدد الحاضرين ٣٣٠ أسقفاً حسب أغلب المراجع). فأعيد اعتبار فلافيانوس المتوفى . وقرئ قانون الأيمان النيقاوي القسطنيطيني صار مرجعاً ٳيمانياً, ثم قرأت بعض رسائل كيرلس, ثم قرأت رسالة البابا ﻻون التي لم تقرأ في أفسس عام ٤٤٩ . و تعرف تاريخياً باسم ( الطومس إلى فلافيانوس) (وثائق سلطة الكنيسة التعليمية رقم ٢٩٠- ٢٩٥).فصاح الجميع « هذا هو إيمان الآباء, و إيمان الرسل, نحن جميعاً نؤمن به ». و اعترض ديسقورس و أتباعه على هذه الرسالة. فقرر المجمع نفيه. وتم تصفية الخلافات التي حدثت في (مجمع القراصنة) بأفسس عام ٤٤٩م. وتم تحديد العقيدة بهذه العبارة :- ( المسيح شخص واحد بطبيعيتين) وصدق البابا ﻻون والإمبراطور على هذه القرارات



.
بالرغم من الصيغة المتوازنة لقرارات المجمع لم يحل السلام. فأنفصل معارضو المجمع (ديسقورس) عن الكنيسة الرسمية. و اختار غالبية المصريين ( الطبيعة الواحدة = المنوفيزية) كعقيدة وطنية, لكنهم أدخلوا قانون الأيمان النيقاوي القسطنيطيني في طقوسهم لكي يظهروا أمانتهم لتقليد أقدم من التحديث الخلقدوني وأطلق المعارضون على أنفسهم (اليعاقبة نسبة إلى يعقوب البر ادعى الأسقف الذي نظم الكنيسة السريانية. ثم أطلقوا على أنفسهم فيما بعد (الأرثوذكس) أي ذوي الرأي القويم. أما الموافقون على قرارات خلقدونية فيسمون (الملكيين) ثم أطلق عليهم فيما بعد (الكاثوليك). وبالرغم من هذا الانفصال أدخل الأرثوذوكسي في قداسهم صلاة الاعتراف بالإيمان لفظ « لاهوته لم يفارق ناسوته ....وجعلها واحداً بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير» رداً على اتهامهم (بالاوطيخية).

المجامع السكونية الأولى في تاريخ الكنيسة و صياغة قانون الإيمان.


المجامع السكونية الأولى في تاريخ الكنيسة و صياغة قانون الإيمان.


لقد عاشت المسيحية أثناء الحكم الروماني اضطهادا قد شمل الأمبراطوريه بأسرها في أزمنه مختلفة و بأساليب مختلفة, و بصور عنيفة.
و لقد عاشت مصر في عهد سبتيمون ساويرس ١٩٣-٢١١ م اضطهادا و امتد آلي جميع بلاد و قرى القطر المصري. فكان يساق مسيحيون آلي الموت بالمئات.
و لذلك نشأ إكرام الشهداء و الصلاة لهم لطلب شفاعتهم. و استمر هذا الحال حتى عهد إمبراطور (غاليالوس)الذي اصدر منشور تسامح عام ٢٦١ م وعاشت البلاد في هدوء نسبى مدة ٤٠ سنة فازداد عدد المسيحيين و شيدت الكنائس و بلغت نسبتهم آلي حوالي ٥٠% من السكان.


و عاد الاضطهاد من جديد في عهد اقلديانوس ثم قامت حروب بين الحكام الرومانيين عام ٣٢١ م وتغلب قسطنطينوس على ليفينوس آخر خصم له و أصبح الإمبراطور الأوحد على الشرق و الغرب و اعترفت الدول الرومانية بالكنيسة أصبحت المسيحية ديانة رسمية للدولة.

بدعة اريوس

ظهرت في القرن الرابع بدعه اريوس و هو من ليبيا بحسب الأصل, و رسم كاهن في الإسكندرية و كان يدعى بأن الأب وحده هو الآلة الحقيقي الأزلي والابن الكلمة المتجسد في يسوع المسيح ليس أزليا و هو مخلوق قبل كل الدهور و يستمد طابعه الإلهي كهبه من الله وهو تابع للأب أدنى منه, وكان اريوس و اتباعه ينشرون بدعتهم عن طريق الترانيم حتى يسهل حفظها وترديدها بين الشعوب.


مجمع الإسكندرية


لقد أنعقد بسباب بدعه اريوس و ما أحدثته من انشقاقات في الكنيسة. فعقد البطريرك الإسكندري (الكسندرس) مجمع في الإسكندرية عام ٣٢١م شارك فيه ١٠٠ أسقف مصري و أدانوا فيه اريوس وعزلوه ثم غادر إلى الإسكندرية ولجأ إلى قيصرية فلسطين.وأيد أساقفة فلسطين ونيقية وطرسوس وخلقدونية وبيروت.... وغيرهم آراء أريوس مما تسبب في حدوث انقسام داخل الكنيسة فاضطر الإمبراطور آلي عقد مجمع مسكوني عام ٣٢٥ في مدينة نقية.


مجمع نقية المسوني الأول ٣٢٥ م

كان من أهم نتائجه أنة قرر آباء المجمع بان العقيدة الاريوسية مخالفة للأيمان الصحيح. واتفقوا على صيغة تستبعد كل التباس في فهم ولادة الابن وكان لائناسيوس الرسولى دوراً هاما في صياغة (قانون الأيمان النيقاوى) بإضافة "مساو لللاب في الجوهر" وقرر المجمع إيقاع الحرم على اريوس واتباعه.


مشاكل لاهوتية ظهرت بعد المجمع


اخذ بعض الأساقفة الشرقيين على النيقاويين انهم خلطوا بين الاقانيم الثلاثة وجعلوها ثلاث أشكال للإله الواحد إما الغربيين, و كنيسة روما على وجه الخصوص بالأضافه إلى كنيسة الإسكندرية كانوا متمسكين بتعاليم المجمع .
ثم ظهرت مدارس لاهوتية كانت تسعى لإيجاد حل وسط ولكن مما زاد الامر تعقيد تدخل الأباطرة المؤيدين لاريوس واعدوا مجمع أعادوا فيه لاريوس اعتباره ونفى اثناسيوس مما أدى آلي انتشار المذهب الاريوسى. ثم حقق الفكر اليهودي بعض التقدم وتم التميز بين (الجوهر)و(الاقنوم) و أدى ذلك آلي التوفيق بصيغة ( مساو للأب في الجوهر) مع التمييز بين الاقانيم الثلاثة في الوقت ذاته وطلب القديس باسيليوس من البطريرك اثانسيوس آن يكون حلقة وصل مع الغرب.
وفى عام٣٨٠م قرر الإمبراطور (غراسيانس و ثيودوسيوس) آن تكون عقيدة مجمع نقية عقيدة الدولة ودعا إلى عقد مجمع مسكوني في القسطنطينية.


مجمع القسطنطينية ٣٨١م

تناول المجمع "قانون إيمان نقية" أضاف إلية فقرة عن الروح القدس (نومن بالروح القدس الرب المحي المنبثق من الأب والذي هو مع الأب والابن يسجد له ويمجد) ثم أضاف اللاتين عبارة "منبثق من الأب والابن" في القرن الثامن التي صارت أحد أسباب الانقسام في القرن إلحادي عشر بين الكنيسة اللاتينية والكنيسة اليونانية.

مقدمة

لماذا داسة تاريخ الكنيسة

- يبدأ تاريخ الكنيسة بالأحداث التي يرويها العهد الجديد لذلك نحن نولي العهد الجديد مكانة خاصة و مميزة لأنة الكلمة التي تبني الكنيسة.

أهمَيًة دراسة تاريخ الكنيسة

- تمثل دراسة تاريخ الكنيسة افضل الطرق لفهم ووعي غني إيماننا المسيحي.
- دراسة تاريخ الكنيسة هي دفاع عن الإيمان المسيحي القويم.
- تأسست الكنيسة علي تجسد الكلمة ‘ لذلك فكل وصف لتاريخها يجب ينطلق من هذه الحقيقة الواقعية أي التجسد. فتاريخ الكنيسة يعتبر استمراراً لتاريخ الخلاص.
ميلاد الكنيسة

في القرن الأول الميلادي ‘ وفي وسط العالم اليهودي – الغني بتقليده الديني العريق – والمنقسم علي ذاته شيع متعددة ظهر يسوع المسيح ‘ تعلق به رجال ونساء و تبعوه . وبعد موته وقيامته مازالت جماعة تلاميذه تنموا وتزداد .
يوم العنصره في أورشليم أمام الحجاج اليهود المجتمعين لمناسبة العيد ، يعلن بطرس قصة يسوع المسيح (اع 2: 22 ) فاعتمد ثلاثة آلاف نفس .
أعضاء الكنيسة الأولى هؤلاء كانوا يهود يتكلمون الآرامية ( اللغة السامية الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط ) . وظل يعيشون عيشة اليهود الأتقياء يخضعون للشريعة . وما يميزهم هو العماد باسم الثالوث الأقدس ، وسماع تعاليم الرسل ،
وكسر الخبز.

الانفتاح الأول والانفصال الأول أع 6-9

انضم آلي اليهود ذوي الثقافة الآرامية يهود ذوي ثقافة هيلينية (يونانية) وبدأت مشادات بين الجماعتان الثقافيتان وكان الاثني عشر مسؤولين عن الجماعات العبرية الأصل ، وكان سبعة رجال مكلفين بمسؤولية الهيلينين (أع 6) أشهرهم اسطفانوس رئيس الشمامسة ( أع 7) الذي بعد قتلة هرب الهيلينيون المضطهدون من أورشليم آلي السامرة وإنطاكية (أع 8) واصبحوا مرسلين آلي اليهود الساكنين هناك . وشاول (بولس) كان من اقسي مضطهدي تلاميذ يسوع . لكن يسوع أدركه يسوع علي طريق دمشق فأصبح أول المبشرين بالإنجيل للأمم . وفي إنطاكية حيث لجأ عدد كبير من الهيلينين لقب لُقب اتباع المسيح (مسيحيين) وظل هذا الاسم كعلامة يتميزون بها حتى ألان.

مجمع أورشليم سنة 49 – 50


فهم بطرس في رؤيا آن الإنجيل موجة لكل إنسان ورأي آن الروح يحل علي كرنيليوس قائد المائة ، ولم يكن يهودياً . فقبلة في الكنيسة بالعماد ، واقتنع آن المرور باليهودية ليس شرطاَ لقبول الأيمان المسيحي .
وكان بولس في رحلته الأولى يرافقه برنابا يتوجه أولا آلي اليهود في المجامع ثم آلي الوثنيين دون آن يفرض عليهم الممارسات اليهودية. لان جماعة أورشليم كان تفرض الختان علي المسيحيين الجدد.
وكانت في إنطاكية جماعتان - المسيحيين من اصل يهودي – والهيلينين المنحدرين من أصول مختلفة . وكان يصعب علي الجماعتين تناول الطعام معاً بسبب القوانين اليهودية المتعلقة بإعداد الطعام وكان اتباع الجماعتين يتساءلون " هل يستطيعون الاحتفال بالإفخارستيا معاً؟" لأنها كانت تتم بعد وجبة الطعام.
وفي عام 49 تقرر عقد اجتماع لحسم هذا الخلاف يعرف باسم ( مجمع أورشليم) قرر فيه الرسل و الشيوخ بعد الاستماع
آلي بطرس و بولس

1- عدم ضرورة المرور من اليهودية وتطبيق الشريعة علي من يدخلون في المسيحية
.
2- عدم آكل اللحوم المحرمة .

انتشار الرسل في العالم

الظروف التي ساعدت علي انتشار المسيحية

- وحدة الدولة الرومانية .
- وحدة اللغة و الثقافة الرومانية.
- النزعة إلي دين اسمي والي مخلص .

أهم ما يميز هذه الفترة من التاريخ :

اضطهاد نيرون سنة 64

كما يقول التقليد آن هذا الاضطهاد قضي علي حياة الرسولين بطرس و بولس لكن المؤرخين يترددون حول تحديد التاريخ ( ربما مات بطرس سنة 64 و بولس سنة 63 آو كما يقول البعض سنة 67 .

خراب أورشليم سنة 70

أحدث خراب أورشليم شرخا في حياة الكنيسة الناشئة . لقد ثار اليهود علي الرومان وكان هدفهم آن يقيموا دولة مستقلة تعبد الله حسب شريعة الأجداد ، فاشتعلت الحرب التي آدت آلي خراب المدينة والهيكل .