مساعي الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة القبطية الأرثوذكسية



مساعي الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

بذل الكرسي الرسولى جهدا كبيرا في سبيل تحقيق الاتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية و يمكن ذكر بعض هذه المساعي فيما يلي:-

١- المجمع المسكونى الفلورنتينى:

أول مساعي رسمية قام بها الأحبار الرومانيون لتحقيق الوحدة المنشودة كانت بمناسبة المجمع الفلورنتينى, وهو المجمع المسكونى السابع عشر (١٤٣٨م -١٤٤٥م) الذي انعقد بمدينة فرراره أولا ثم نقل إلى مدينة فلورنسا في عهد البابا أوجينيوس الرابع.

حضر المجمع وفد قبطي أرثوذكسي كان برئاسة كاهن يدعى القمص أندراوس والذي وقع قرار الاتحاد (رانموا للرب) نيابة عن البطريرك يوحنا الحادي عشر في ٤ فبراير ١٤٤٢م, إلا لأسباب سياسية لم يعمل بهذه الوثيقة ولم يتم الاتحاد.

٢- المفاوضات بين البابا يبوس الرابع و البطريرك غبرائيل السابع ١٥٦١م -١٥٦٢م:

بعد حوالي قرن من الزمن على سياق المحاولة التي جرت في ١٤٤٢م، ذهب إلى روما عام ١٥٦٠م كاهنان قبطيان أرثوذكسيان (أحدهما يدعى أبرام السرياني) يحملان رسالة للبابا تعبر عن رغبة البطريرك في الاتحاد مع الكنيسة الكاثوليكية, أرسل البابا وفدا للتفاوض معه ودعاه لحضور المجمع التريدنتينى عام ١٥٦١ م ولتوقيع الاتحاد و لكن البطريرك وتوفى فجاه قبل السفر للمجمع.

٣- المفاوضات بين البابا غريغوريوس الثالث عشر و البطريرك يؤانس الرابع:

استأنف البابا غريغوريوس المحاولات التي قام بها سلفه مع البطريرك يؤانس الرابع فأرسل وفدا للبطريرك في مصر و بدأت المباحثات تسير سيرا حسنا و عقد في فبراير ١٥٨٤ في دار قنصل فرنسا بالقاهرة لقاء أعلن فيه وضع صيغة رسمية لإعلان الاتحاد. و لكن لم يمضى أسبوع على الإعلان التاريخي حتى انقلبت الأحوال و رفض كل المشتركين في المباحثات التوقيع على الاتفاق.
حاول الوفد مرة أخرى ووعد البطريرك بالتوقيع على الاتفاق فور عودته من الإسكندرية, و لكنه مات في ظروف غامضة أثناء عودته.

٤- إعلان اتحاد الأقباط بروما في عهد البطريرك غبرايال الثامن
(١٥٧٨م-١٦٠٣م):

في ٢٠ أبريل ١٥٩٠م كتب البابا سكستس الخامس إلى البطريرك غبريال الثامن يدعوه إلى الاتحاد الذي كان سلفه قد شرع فيه, كما وجه أيضا رسالة أخرى إلى القمص يوحنا وكيل بطريركية الإسكندرية (لكونه تلقى دراسته في ايطاليا و لكونه يؤيد الاتحاد).
ولما ارتقى البابا اكليمنضس الثامن الكرسي البابوي واصل المساعي مع البطريرك القبطي, والذي كتب قرار الاتحاد في يناير ١٥٩٧م ووقعه بإمضاء هو وأساقفة الفيوم
والبهنسا و أسنا و عدد كبير من الكهنة و الشعب و أعلن البابا قبول أنشاء مدرسة قبطية في روما و قدم دير القديس اسطفانوس بالفاتيكان لكهنه الكنيسة القبطية وليكون مقرا لهذه المدرسة.
وتوفى البطريرك في عام ١٦٠٣م وأنتخب خلفا له البطريرك مرقس الخامس الذي ظل لفترة متحدا بروما ثم غير اتجاهه ورفض هذا الاتحاد. واستمرت محاولات الاتحاد حتى القرن الثامن و لكنها كانت تتعثر، ظل الحال هكذا إلى أن نشأت النيابة الرسولية للأقباط الكاثوليك.

* الاتفاق حول طبيعة المسيح:

في مايو سنة 1973م، اجتمع في روما البابا بولس السادس(روما (والبابا شنودة الثالث (الإسكندرية)، بعد انقسام بين الكنيستين دام منذ خلقيدونيا 451 أي أكثر من 1500 عام، فعبَّرا عن إيمان كنيستهما في اعتراف موحد تعدّي خلافات خلقيدونيا، ولاسيما لفظة "طبيعة" التي لم ترد في الاعتراف المشترك وبعد زيارة البابا شنودة لبابا روما، وعلى إثر الاعتراف الإيماني الموحّد، تكونت في مصر لجنة للبحث في مواضيع مسكونية أخرى.
وفي 12 فبراير 1988م اتفقت الكنيستين الكاثوليكية والقبطية الأرثوذكسية علي صيغة مشتركة حول طبيعة المسيح وهذا نصها :" نؤمن أن ربنا و إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الكلمة المتجسد، هو كامل في لاهوته وكامل في نسوته ،وناسوته واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير ولا تشويش ،ولاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. وفي نفس الوقت، نحرم كلاً من تعاليم نسطور وأوطيخا "




مرفق صورة الاتفاق مع التوقيعات .